في الآونة الأخيرة شاع استخدام مصطلحات التأمل واليوغا بشكل كبير، خاصةً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومع أنّ انتشار مفاهيم وممارسات التأمل واليوغا في جميع أنحاء العالم جاء متأخراً نسبياً إلا أنّ تشابكهما وتواجدهما كان منذ قرون عدة على الرغم من أنّ الدراسات المتعلقة بفوائدهما كانت حديثة نسبياً، فما هو التأمل؟ وما هي تمارين اليوغا؟ وما الفرق بينهما؟

الفرق بين التأمل واليوغا

قد يخلط الناس بين مفهومي التأمل واليوغا، إذ إنهما مترابطين بشكل كبير، فالتأمل يسير جنباً إلى جنب مع اليوغا لتحسين إحساس الإنسان بجسده ونفسه، فعندما نمارس اليوغا والتأمل فإننا نرفع إدراكنا بذواتنا، وعلى الرغم من الطبيعة المترابطة إلا أنّ هناك اختلافاً بين التأمل واليوغا، ويتمثل ذلك بالجانب المادي من اليوغا، وهو في الأساس شكل من أشكال اليقظة التي تشجع على الاتصال بتجربة اللحظة الحالية.

بالإضافة إلى ذلك فإنّ العنصر الجسدي لليوغا يُساعد الفرد على العمل من خلال الألم وتوتر العضلات والصلابة، فاليوغا لها مراحل وتدرجات وخطوات معينة على عكس التأمل الذي لا يتطلب ذلك، ويمكننا القول بأنّ التأمل هو جزء من عملية اليوغا.

التأمل

نعيش اليوم حياة متسارعة مليئة بالعديد من المسؤوليات والمهمات والضغوطات، الأمر الذي يتسبب في حدوث فجوة كبيرة بين الأفعال التي يقوم بها الشخص وبين وعملية التفكير، وبالتالي ينشأ صراع داخلي، وتوتر كبير، وشعور بالإرهاق المستمر وعدم الاستقرار، وهنا يأتي دور عملية التأمل لموازنة الأمور، والإحساس بالطمأنينة.

وعلى عكس اليوغا فإنّ التأمل لا يحتوي على حركات أو تمارين جسدية، حيث يتم من خلال جلوس الشخص في مكان هادئ، ومحاولة تركيز طاقاته الداخلية تجاه شيء معين، أو شخص، أو صوت، أو نفس، أو غيره، وفي العادة تتم ممارسة التأمل واليوغا بشكل متتابع، حيث يمتلئ الجسم بالاهتزازات بعد اليوغا، مما يستدعي الحاجة إلى التأمل لاكتساب حالة مستقرة على مستوى الجسد والعقل.

اليوغا

تُعتبر اليوغا طريقة حياة تهدف إلى التخلص من المعاناة والعقبات من حياة الإنسان لحقيق الذات أو تحقيق أعلى هدف روحي أو الاتحاد مع كيان روحي أعلى، وتتطلب اليوغا ممارسات ومسارات مختلفة لتحقيق النتائج المطلوبة، وتُساعد اليوغا على بناء علاقات أفضل وضبط دقيق لجميع أجهزة ووظائف الجسم كالجهاز التنفسي، والدورة الدموية، والهرمونات، والجهاز الهضمي، وعملية الإخراج، وغيرها، كما تساعد اليوجا على تحقيق راحة البال والاستقرار العاطفي والنفسي.

في بعض الأحيان يتم الترويج إلى اليوغا على أنها ممارسات رياضية تتضمن بعض التمارين كتمارين الإطالة، ولكن ذلك أمراً خاطئاً، فاليوغا هي أشمل من ذلك بكثير، فهي طريقة حياة، وعلى الرغم من ذلك فإنها تُساهم في تحسين أنشطة اللياقة البدنية اليومية، وتقوي المناعة، كما يتم خلالها تحسين مستويات الطاقة بشكل كبير، بالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت سريعًا الطريقة المفضلة لفقدان الوزن بشكل فعّال وتقليل الإجهاد اليومي، ويُشار إلى أنّ الناس في جميع أنحاء العالم يمارسون أنواعًا مختلفة من اليوجا.