يعرف الإحباط بأنه الشعور بالعجز عن تحقيق هدف ما. وقد نتعرض إلى الإحباط بين حين وآخر في حياتنا اليومية، كونه يرتبط بأهدافنا وتفاصيل حياتنا المختلفة. ورغم أنه يعد عاطفة سلبية، فهو يملك دورا إيجابيا كونه يحفز على أداء مزيد من المحاولات مرة بعد مرة من أجل الوصول إلى الهدف المطلوب؛ لكن ذلك لا يجعله شعورا إيجابيا، بل له تأثيرات سلبية مختلفة في الفرد. وفي هذا المقال سنجيب عن السؤال ‘هل يؤثر الإحباط على الصحة النفسية؟’.

هل يؤثر الإحباط على الصحة النفسية؟

الإجابة عن هذا السؤال هي ‘نعم’، فالشعور بالإحباط يؤدي إلى مجموعة من ردود الأفعال النفسية السلبية، أبرزها الآتي:

  1. الإصابة بالاكتئاب: يزيد التعرض إلى الإحباط من احتمال الإصابة بالاكتئاب، ومن الجدير بالذكر أن الاكتئاب قد يصيب أي فرد كان، بصرف النظر عن سنه أو جنسه أو مكانته الاجتماعية أو أي شيء آخر. ويعمل الاكتئاب على التأثير في جميع جوانب حياة المصاب، بما في ذلك صحته الجسدية، إذ إنه يؤدي إلى حدوث اضطرابات ومشكلات في النوم والشهية، إضافة إلى ما له من أعراض مختلفة.
  2. الشعور بالغضب: لعل الشعور بالغضب يقع ضمن أبرز التأثيرات السلبية التي يسببها الإحباط في الصحة النفسية، وهو يرتبط أيضا بممارسة السلوكيات العنيفة تجاه النفس أو تجاه السبب وراء الإحباط.
  3. فقدان الثقة بالنفس: من أبرز تأثيرات الإحباط هي ما يسببه من فقدان الثقة بالنفس، وذلك عادة ما يحدث حينما يكون سبب الإحباط داخليا، أي إن كان ناجما عن ضعف لدى الفرد أدى إلى عدم قدرته على تحقيق هدفه.

كيف أواجه الإحباط؟

بعد أن أوضحنا أن الإجابة عن السؤال، لا بد أنك تتساءل عن كيفية مواجهة الشعور بالإحباط لتجنب حدوث هذه التأثيرات السلبية أو للتخفيف منها. وإليك مجموعة من أبرز هذه الأساليب:

  • تشتيت الذهن عن التفكير بالسبب الذي أدى إلى الإحباط، وذلك على سبيل المثال بممارسة هواية محببة، إذ إن ذلك يساعد في منح العقل استراحة كافية ليتمكن بعدها من مواجهة الأمر والتفكير فيه لإيجاد حل لتحقيق الهدف. ومن الجدير بالذكر أنه يجب عدم الإفراط في التشتيت منعا لتحوله إلى تجنب، فالتجنب يفضي إلى عدم مواجهة المشكلة، وذلك بدوره يسبب عدم محاولة تحقيق الهدف.
  • ممارسة التأمل، إذ إنه يعمل على المساعدة في السيطرة على الانفعالات والمشاعر السلبية، لا سيما الإحباط. وتجدر الإشارة إلى أن تأمل اليقظة الذهنية (Mindfulness meditation) يهدف إلى عيش اللحظة الحالية دون الحكم على ما بها من مشاعر، وذلك يؤدي بدوره إلى تقبل تلك المشاعر ويعزز القدرة على مواجهتها والسيطرة عليها. ونذكرك الآن بتحميل تطبيق توازن للاستفادة مما يحتوي عليه من معلومات عن التأمل بأنواعه المختلفة والاستمتاع بمجموعة من التأملات والبودكاست الموجودة فيه.