“التوتر ليس ما يحدث لنا. إنها استجابتنا لما يحدث، والاستجابة شيء يمكننا اختياره”.  مورين كيلوران

لكل تجربة حياتية ظروفها وملابساتها والتي تختلف من شخصٍ إلى آخر، وبالتالي فإن الأحداث التي يخضع لها شخص ما، تعتمد على الكثير من المحدّدات والعوامل، كجنسه ووضعه الاجتماعي والعوائق والمشاكل التي تواجهه. وهذه المعطيات قد لا نعرف شيئًا عنها ، لكن غالباً ما نجد نصيحة للتخلص من التوتر والضغط لنكون أفضل على الورق، ولكن من الصعب جداً تطبيق تلك النصائح في الواقع.

فعلى سبيل المثال تعصف بنا الحوارات الداخلية فنهتدي إلى فكرة أن نخرج إلى الطبيعة! نحاول ذلك فعلاً، لكن الجو حينها يكون بارداً ورمادياً، وغالباً لا نجد وقتًا لأنفسنا حتى الليل – عندها يكون الجو أكثر برودة!.

لنفترض أن هذا ينطبق على معظم النصائح الجيدة: من الأسهل بكثير إعداد قائمة بالأفكار الرائعة بدلاً من تطبيقها فعلياً. ومن الصعب عدم مقاومة كل تلك الاقتراحات حسنة النية، لأنها مبسطة للغاية وربما غير واقعية.

وقد ندرك أن هذه هي أكبر مشاكلنا أن نبتكر فكرة جيدة ولا نستطيع تنفيذها، حيث أن الظروف يمكن أن تكون صعبة ومحدودة، لذلك فإن معظم الضغوط التي تداهمنا تنشأ من شكل من أشكال المقاومة الداخلية. مقاومة ما كان، ما هو، ما يمكن أن يكون، ما أفعله، ما يمكن أن أفعله، من أنا … القائمة تطول.

كيف يبدو الحوار الذاتي؟

وقد يبدو الحوار الذاتي كالتالي:

– إعادة صياغة الماضي (والضغط على نفسي بطريقة ما لإصلاح أخطائي).

– الخوض في أسوأ السيناريوهات (والضغط على نفسي لإيجاد طرق لتجنبها).

– محاربة واقعي الحالي (والضغط على نفسي لتغييره).

– القلق بشأن ما يجب علي فعله (والضغط على نفسي للقيام بذلك على أكمل وجه).

– الهوس بما يجب أن أفعله (والضغط على نفسي لمعرفة إمكانات ما يمكن فعله).

– التركيز على ما لا يمكنني فعله الآن (والضغط على نفسي للإلتفاف على القيود).

– أتمنى أن يكون لدي المزيد من الوقت لنفسي (وأضغط على نفسي لتوفيره بطريقة ما).

– الحكم على نفسي مقارنة بالآخرين (والضغط على نفسي لأكون أفضل من السابق).

– التألم بشأن بسبب ما يعتقده الناس عني (والضغط على نفسي لتلبية توقعاتهم).

إذا كنت قد فعلت أياً من هذه الأشياء لنفسك، فمن المؤكد أنّ ذاتك تشعر بالإرهاق. وهذا لا يعني أننا السبب الوحيد لتوترنا. تتطلب الحياة أحياناً، بذل المزيد من الجهد والتعامل مع التحديات الخارجية، الخارجة عن إرادتنا – مثل فقدان الوظيفة، والمشكلات الصحية، والمشكلات المالية، والطلاق …

وصحيح أن هناك الكثير من الأشياء الصغيرة التي يمكننا القيام بها لتخفيف بعض التوتر. لكن أول شيء يتعين علينا القيام به هو تخفيف الضغط حيث يكون بشكل عام أكثر حدة: داخل عقولنا.

كيفية تخفيف الضغط العقلي:

اسمح لنفسك أن تشعر بالانطباعات التي تشغلك حتى تتمكن من تهدئتها والإفراج عنها. فمن خلال التجارب نكتشف أنه تحت الأشكال المختلفة للمقاومة الداخلية تتولّد لدينا عادات:

الشعور بالذنب:

حول الأخطاء التي اقترفناها، حول من أنا (عندما أفترض عن طريق الخطأ أن اختياراتي السيئة تحددني)، حول التوقعات التي فشلنا في تحقيقها أو قد نفشل في تحقيقها. وهذا يتسبب في جروح الطفولة العميقة التي قادتنا إلى الاعتقاد بأننا لسنا على ما يرام. وذلك أيضاً عندما نعيد صياغة الماضي، ونحكم على ذواتنا مقارنة بالآخرين، ونتألم بشأن ما يعتقده الناس عنا.

الخوف:

من المجهول، والفشل، والنجاح  الذي تمّ تدميره بطريقة ما، وفقدان السيطرة، وعدم القيام بما يكفي للاستفادة من وقتنا إلى أقصى حد، وعدم الارتقاء إلى مستوى إمكاناتنا، وإيذاء الآخرين أو إحباطهم. مرة أخرى، يتسبب هذا في جروح الطفولة التي تدفعك إلى الاعتقاد بأنك لست جيداً بما يكفي ولن تكون كذلك أبداً. عندها نقبع في أسوأ السيناريوهات، قلقون بشأن ما يجب أن نفعله، ومهووسون بما يجب أن نفعله.

الغضب:

تجاه أنفسنا بسبب ما نعتقد أننا ارتكبناه من أخطاء، تجاه الآخرين بسبب اعتقادنا أنهم أخطأوا بحقنا، لأننا غالباً ما نجد طريقة لإلقاء اللوم على أنفسنا، تجاه الحياة لكونها غير عادلة. وغيرها من الملامات التي تغزونا وتغضبنا.

الفراغ:

لأننا لا نتواصل مع أنفسنا، أو مع الآخرين، أو العالم بأسره، أو أي شيء يرضينا. عندها نقوم بالتركيز على ما لا يمكننا فعله الآن، ونتمنى أن يكون لدينا المزيد من الوقت. وقتها، نتمكن من تجاوز الأفكار السلبية، وتحديد أهم المشاعر المبهجة لنا للسير على نهجها.

ساعتها، يمكنك أن تواجه نفسك وتقول لها: يمكنني أن أتعاطف مع نفسي وأخبر نفسي بما أحتاج إلى سماعه – أنني شخص جيد يبذل قصارى جهده دائماً، وسأبذل قصارى جهدي على الدوام، للتخلص من الأعباء، والانطلاق في هذه الحياة بلا خوف أو غضب أو شعور بالذنب.

للمزيد، يمكنك ممارسة التأمل على تطبيق توازن، ونختار لك اليوم: تأمل القوة الداخلية، وتأمل الحوار الداخلي السلبي، وتأمل أنا وذاتي، وتأملات السلام الداخلي.

التطبيق متوفر على Apple store وGoogle play.