وجدت العديد من الدراسات العلمية المختلفة أن ممارسة التأمل تبطئ من شيخوخة الدماغ، فما هي حقيقة هذه الدراسات وما هي تفاصيلها؟

إن ممارسة التأمل تبطئ شيخوخة الدماغ، وهذه عبارة عن معلومة علمية توصلت إليها العديد من الدراسات المختلفة، لكن ما الحقيقة من ورائها؟ إليك التفاصيل.

لتوضيح هذه العلاقة، سوف نقوم باستعراض عدد من الدراسات العلمية المختلفة، والتي نشرت في المجلة العلمية (frontiers in psychology):

1- تأثير التأمل طويل المدى على المادة السنجابية في الدماغ

تناولت دراسة نشرت في عام 2015 في المجلة العلمية سابقة الذكر دور ممارسة التأمل بشكل منتظم على المادة السنجابية الموجودة في الدماغ.

حيث أشارت هذه الدراسة تحديدًا أن الدماغ البشري يتأثر بشكل سلبي مع التقدم بالعمر، ومن هنا تنبع أهمية وجود تقنيات تساعد في التقليل من عملية الشيخوخة المرتبطة بالدماغ.

ولدراسة أثر التأمل على حماية الدماغ من التقدم بالعمر، استهدف الباحثون مجموعة من المشتركين، بعضهم طلب منهم ممارسة التأمل، والبعض الآخر لم يقوموا بذلك، ووجدا أن عملية تقدم الدماغ بالعمر وشيخوخته حصلت لدى المجموعتين، إلا أن المجموعة الأولى (أي من مارسوا التأمل)، كان تقدم عمر الدماغ بالعمر لديهم أبطئ من المجموعة الثانية، وتحديدًا في المادة السنجابية.

2- وجود علاقة ما بين التأمل وشيخوخة الدماغ

في دراسة أخرى نشرت في نفس المجلة العلمية في عام 2017، وجدت علاقة مباشرة ما بين ممارسة التأمل بانتظام وحماية الدماغ من التقدم بالعمر والشيخوخة عن طريق إبطاء هذه العملية.

حيث أوضح الباحثون القائمون على هذه الدراسة أن هناك العديد من الدراسات المختلفة التي وجدت علاقة ما بين ممارسة التأمل وحماية الدماغ من الشيخوخة، إلا أن السبب وراء هذه العلاقة لا يزال مجهولًا، وأشار الباحثون أن ذلك قد يعود إلى الفترة الزمنية الطويلة المطلوبة للكشف عن هذا السبب.

بدورهم قام الباحثون في هذه الدراسة بالبحث عن الأسباب الكامنة وراء تقدم الدماغ بالعمر، ووجدوا أن التوتر والقلق يعتبران عاملان مهمان في هذه العملية، ولاحظوا أن ممارسة التأمل تساعد في التقليل من هذه العوامل وبالتالي خفض وتيرة تقدم الدماغ بالعمر.

3- اليقظة الذهنية ودورها في حماية الدماغ

هذه الدراسة التي نشرت في عام 2014 وفي المجلة العلمية (frontiers in psychology) قامت بالبحث عن دور اليقظة الذهنية تحديدًا في حماية الدماغ من الشيخوخة لدى كبار السن.

حيث حاول الباحثون القائمون على هذه الدراسة في البحث عن أثر اليقظة الذهنية لدى كبار السن في زيادة قدرتهم المعرفية من جديد.

وأفاد الباحثون أن ممارسة اليقظة الذهنية تساهم في تحسين الصحة النفسية والمشاعر بشكل عام، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على القدرة المعرفية والإدراكية لدى كبار السن، ومن هنا تأتي أهمية انخراط هذه الفئة في مثل هذه النشاطات.

4- تأثير نمط الحياة على شيخوخة الدماغ

في مراجعة نشرت في عام 2017 في نفس المجلة العملية، حاول الباحثون معرفة أثر نمط الحياة المتبع على شيخوخة الدماغ.

حيث أوضح الباحثون أن عدد المصابين بالخرف من شأنه أن يصبح ثلاثة أضعاف بحلول عام 2040، مما يشكل تحدي كبير للعالم أجمع، بالتالي العثور على طرق حماية ووقاية لها أهمية كبرى هنا.

واحد من أهم الطرق الوقائية من الإصابة بالخرف هي عن طريق تشغيل الدماغ وزيادة قدرته الإدراكية والمعرفية.

بعد أن قام الباحثون بدراسة أثر نمط الحياة، وجدوا أن ممارسة التمارين الرياضية والتأمل بأنواعه المختلفة، ودراسة الموسيقى والاستماع لها، من شأنه أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف قدر المستطاع.

وأفاد الباحثون أنه ولحسن الحظ تعد هذه الممارسات معتدلة التكاليف كما من الممكن القيام بها منزليًا.