إن كُنت منشغلًا تُعاني من إزدحام الجدول الصباحي، فيمكن ممارسة التأمل في المساء، فالتأمل مساءً لا يقل أهمية عن ممارسة التأمل في الصباح، فيمكنك الاستمتاع بفوائد التأمل المسائي بدلًا من ضغط روتينك الصباحي إن لم يكن لديك متسع من الوقت، ولا بأس من إدراج جلستين من التأمل إحداهما في الصباح والأخرى في المساء إن كان لديك الوقت الكافي لذلك، لكن ما هي أهمية التأمل في المساء؟
أهمية التأمل في المساء
التأمل وسيلة للاسترخاء بعد مرور يوم شاق ومتعب ومجهد، يُهدئ العقل، ويُريح النفس، ويقنن التفكير السلبي، ويُضغف المخاوف، هو فرصة للتواصل مع الذات ومراجعة سلسلة الأفعال اليومية.
إنّ إهمية التأمل في المساء تكمن في الحصول على نوم هادئ ومريح، وبالتالي ينعكس ذلك على نشاط اليوم التالي، فما هي أهمية التأمل في المساء؟
النوم المريح
إن كنت تعاني من الأرق، وتكافح من أجل النوم، فإنّ التأمل قبل النوم يُساعدك في الحصول على نوم مريح وهادئ، حيثُ يُحسن التأمل بانتظام جودة النوم وساعاته، من خلال التخلص من القلق والتوتر الذي يُعيق عملية الدخول في النوم العميق، ويعود الفضل في ذلك إلى إنتاج مادة الميلاتونين المسؤولة عن النعاس الذي يُفرزها الجهاز العصبي السمبتاوي، والذي يكون بذروته قبل النوم بمدة ساعة.
تقليل التوتر
أثبتت الدراسات بصمة التأمل في تقليل مستويات الكورتيزول وهو الهرمون المرتبط بالشعور بالقلق والتوتر، ويزيد من مستويات موجات ألفا الدماغية المسؤولة عن الشعور بالاسترخاء، وبناءًا على ذلك يُمكننا تهدئة النظام العصبي قبل النوم، بالتأمل المنتظم الذي يتم فيه تدريب الدماغ على التحكم بمشاعر القلق والترتر وكبحها، ومساعدتتنا على النوم الهادئ والمريح.
تحسين الحالة المزاجية
يُساعد التأمل المسائي في تحسين الحالة المزاجية، من خلال التخلص من الضغوطات وإعادة التوازن العاطفي بعد يوم شاق، إضافة إلى أنّ أهمية التأمل في المساء تزيد من مشاعر التعاطف، والرحمة، والتعاون والتسامح مع الآخرين، فجميع تلك المشاعر إيجابية، تجعل الإنسان قادرًا على الخلود إلى النوم باطمئنان وراحة بال.
تقوية العلاقات
امنح نفسك وقتًا مستقطعًا من التأمل مساء كل يوم، لترى نفسك كما هي، ولتتعلم من تجاربك وتقبل ذاتك، حيثُ أثبت التأمل تحسين القدرة عن التواصل مع الشريك، وتقوية العلاقة معه، فتصبح أكثر ميلًا للبوح بالمشاعر الإيجابية ومناقشة الشريك بفعالية، وودية، ونظرًا لقضاء أجمل الأوقات مع الشريك خلال المساء فمن المثالي ممارسة التأمل قبل الخلود إلى النوم للشعور بالسعادة والفرح والمشاعر الجياشة بين الطرفين.
تحسين الذاكرة
أثبتت الدراسات أن ممارسة التأمل المسائي لمدّة ثماني أسابيع يؤثرعلى نشاط الدماغ والذاكرة، من خلال تحفيز تدفق الدماء إلى هذه المنطقة جنبًا مما يُحفز الذاكرة التي تعمل بشكل رئيسي خلال النوم الهادئ والمريح، وبذلك يضمن التركيز والعطاء في العمل خلال اليوم التالي.
تعزيز قوة الإرادة والانضباط الذاتي
تكمن أهمية التأمل في المساء بكبح الإنسان عن ممارسة العادات الخاطئة قبل النوم، كتناول وجبات غذائية بكميات كبيرة، أو التدخين وغيرها من العادات التي تضر بالصحة الجسدية والعقلية، حيثُ يمنحك التأمل قوة الإرادة والعزيمة في الإنضباط الداخلي لمقاومة الإغراءات والدوافع الخاصة بالسلوكيات السلبية، والقدرة على خلق عادات صحية قبل النوم.