يحتاج الفرد إلى مرحلة طويلة من العلاج بعد تعرضه لصدمة مُعينة في حياته، وهناك طرق متعددة من العلاج التي يتم استخدامها لكل فرد تِبعًا لحالته النفسية، ومن أهم هذه الطرق العلاج المعرفي السلوكي، والذي يُركز على تغيير طريقة تفكير الفرد، وسلوكه، واستجابته للمواقف الحياتية، فما هي طريقة العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب ما بعد الصدمة؟ 

تقنيات العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب ما بعد الصدمة

يهدف هذا النوع من العلاج إلى مُساعدة الفرد على تخطي الصدمة، وتحسين ثقة الفرد بذاته، وفي ما يلي أبوز تقنيات العلاج المعرفي السلوكي: 

  • المعالجة المعرفية

تُركز هذه التقنية على تدريب الأفراد الذين تعرضوا للصدمات النفسية على تحليل الأحداث التي تحصل في حياتهم، واكتشاف الدرس الذي يتعلموه من كل حدث، أو موقف، حتى وإن كان هذا الحدث سيئًا، حيث يجب الاستفادة من كل موقف سيء، وأخذ درسًا مفيدًا منه، فتُساعد هذه التقنية على تخلص الفرد من تأنيب الضمير الذي يُلاحقه. 

  • المُعالجة بالتعرض

تتم هذه التقنية عن طريق تحفيز الشخص المُصاب على استرجاع كافة الذكريات المُتعلقة بالصدمة، ومواجهتها مرة أخرى حتى يتمكن من هزيمتها، والقضاء عليها، فمن الجدير بالذكر أن مُعظم المُصابين بالصدمات النفسية بتجنبون استرجاع تفاصيل هذه الصدمة، مما يزيد من معاناتهم من أعراض ما بعد الصدمة. 

  • الاعتياد على الإجهاد

تُساهم هذه التقنية في تدريب الفرد المُصاب بصدمة نفسية على التأقلم مع الإجهاد النفسي، والتوتر المُستمر الناتج عن الصدمة النفسية، ومُحاولة السيطرة على هذا الإجهاد بدلًا من أن يسيطر هو على الفرد، كما تُساعد هذه التقنية على تدريب الأفراد على طرق التعامل مع هذا الإجهاد مثل تمارين التنفس للتوتر، وتمارين استرخاء العضلات. 

فوائد العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب ما بعد الصدمة

إليك أهم فوائد هذا العلاج:

  1. تعريف الشخص المُصاب على المعنى الحقيقي للصدمة، وتدريبه على كيفية التعامل مع الصدمات النفسية المستقبلية لتجنب الإصابة بأعراض ما بعد الصدمة. 
  2. تدريب المُصاب على مجموعة متنوعة من التمارين التي تُساعده على تخطي الأعراض الخطيرة التي تلي الصدمات النفسية، ومن أبرز هذه التمارين تمارين الاسترخاء، وتمارين التنفس. 
  3. تدريب المُصاب على الطريقة الصحيحة للتعبير عن مشاعره مثل الغضب، أو الحُزن. 
  4. مُساعدة المُصاب على إعادة سرد حدث الصدمة لتخطيها. 
  5. تدريب المُصاب على العديد من المهارات الاجتماعية التي تُمكنه من بناء علاقات اجتماعية صحية خالية من أي صدمات نفسية. 

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

لا بد من التعرف على أعراض اضطراب ما بعد الصدمة للتأكد من الحاجة إلى اللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي، وفي ما يلي أبرز هذه الأعراض:

  • صعوبة التركيز في أبسط الأمور. 
  • تفضيل الانعزال عن العالم الخارجي، والبقاء وحيدًا. 
  • مواجهة مشكلة الأرق المُزعجة.
  • سيطرة الذكريات الأليمة على العقل، وصعوبة التخلص منها أو تجاهلها.
  • إعادة كافة تفاصيل الصدمة النفسية، وتخيّلها بشكل مستمر، وكأن الشخص يعيشها مرة أخرى. 
  • المعاناة من الكوابيس المُزعجة، والتي يتكرر فيها الحدث المُتعلق بالصدمة النفسية. 
  • اليأس من المستقبل، وفُقدان الشغف في الحياة. 
  • الشعور بالخوف المُستمر من أمور لا تتطلب الخوف، أو الفزع.
  • الشعور بالذنب المُستمر، وتوبيخ الذات دون وجود سبب مُقنع.