يرتبط التأمل ارتباطًا وثيقًا في علاج التوتر والقلق الذي يتعرض له الإنسان في شؤون حياته المختلفة؛ حيث تقوم تمارين التأمل بصورٍ عامة على تخفيف وتهدئة الضغوط النفسية والعصبية والجسدية من خلال التخفيف من التوتر والقلق، خاصةً إذا كانت هذه التمارين عادة يومية لا بد من ممارستها والهروب إليها، وتعود أهمية التأمل إلى تحفيز الشعور الإيجابي، والراحة التامة، والاسترخاء، والانتعاش وطرد مشاعر التوتر والقلق والكبت نتيجة ظروف الحياة والتي يفرزها هرمون الكورتيزول في الجسم وهو هرمون التوتر كاستجابة للقلق والضغط النفسي والتوتر والخوف. 

ما هي علاقة التأمل والتوتر

مما لا شك فيه أن جسم الإنسان يستجيب بطريقةٍ ما إلى الضغوطات والمخاوف المختلفة، ولكن تأتي أهمية جلسات التأمل في معالجة هذه المخاوف وتهدئة النفس والجسم من خلال بعض النقاط المهمة وهي كالآتي: 

  • تقوم الغدة الكظرية على إفراز كمية أقل من هرمون التوتر “الكورتيزول” عند ممارسة التأمل. 
  • يعود ضغط الدم إلى وضعه الطبيعي في جلسات التأمل. 
  • تقل نسبة التعرق في الجسم. 
  • تحسين وظائف المناعة. 
  • بطئ خفقان القلب وبطئ في عملية التنفس
  • سحب الأكسجين بكفاءة أكبر. 

اليقظة الذهنية تخفف من الشعور بالتوتر

يمكن تعريف تمرينات اليقظة الذهنية بأنها ممارسة التركيز العالي والوعي في اللحظة الحالية وذلك بالبقاء واعيًا تمامًا لكل ما يحيط بك، ولكن يبقى السؤال هنا كيف تؤثر هذه اليقظة في التقليل من التوتر؟ 

إليك بعض التوضيحات حول أهمية ممارسة اليقظة الذهنية وعلاقتها في التوتر: 

  • ممارسة تمرينات التأمل اليقظ تجعلك أكثر وعيًا بأفكارك. 
  • يحفّز التأمل اليقظ على الشعور بمشاعر التعاطف والتسامح مع نفسك ومع الآخرين وبالتالي تحسين العلاقات الاجتماعية. 
  • يوجد جزء من الدماغ تسمى اللوزة وهي المسؤولة عن استجابتك للضغط؛ فممارسة اليقظة الذهنية يقلل من نشاطها وبالتالي التقليل من مستوى التوتر في الجسم. 
  • تجعلك أكثر تركيزًا والعمل بكفاءة أكبر لذا سيقلل تلقائيًّا من شعورك بالتوتر والضغط. 
  • تغير اليقظة طريقة تفكيرك، من خلال إعادة توجيه الأفكار والمشاعر السلبية والتي تفرز التوتر إلى أخرى إيجابية وصحية أكثر، بحيث يمكن التبديل إليها بكل سهولة ومرونة. 

تمارين التنفس العميق والتوتر

التنفس له تقنيات وأشكال متعددة ولكنها جميعها تبعث الراحة والهدوء في النفس والجسم وتقلل من التوتر والضغط، ومن أهمها التنفس العميق ويطلق عليه (3-7-5) والذي يثبط هرمون التوتر ويقلل من معدل ضربات القلب، وببساطة يقوم هذا التمرين على استنشاق لمدة 5 ثوانٍ وزفير لمدة 7 ثوانٍ ومن ثم توقف لمدة 3 ثوانٍ، ولتفصيل هذا التمرين أكثر اتبع الخطوات الآتية: 

  1. اجلس مستقيم الظهر في مكانٍ هادئ. 
  2. ضع يديك إلى الأضلاع الجانبية من منطقة البطن. 
  3. استنشق الهواء من الأنف بالعد لمدة 5 ثوانٍ ثم لاحظ حركة أضلاع للخارج. 
  4. أطلق الهواء من الأنف بالعد لمدة 7 ثوانٍ ثم لاحظ حركة الأضلاع للداخل. 
  5. توقف لمدة 3 ثوانٍ. 
  6. كرر هذا التمرين لمدة دقيقتين كل يوم وهكذا. 

يمكنك ممارسة تمرين التنفس العميق لمدة 4 ثوانٍ ثم 6 ثوانٍ ثم 2 وهكذا، فالمبدأ هو التخفيف من التوتر والإجهاد النفسي وزيادة الشعور بالسلام الداخلي والراحة، والجدير بالذكر أن فائدة هذه التمارين لا تقتصر فقط على اللحظة الحالية بل ينعكس على ردود الفعل في التعامل مع أمور الحياة بشكلٍ عام وفي أي موقف.