“نعانق أطفالنا من أجلنا” لعلها من أصدق العبارات التي يمكن أن نقرأها أو نكتبها، ومن أعمق المشاعر التي يمكن أن نشعر بها خلال تجربة الأبوة والأمومة لأننا وبكل بساطة نحتاج إليهم بقَدرٍ أكبر مما يحتاجون إلينا. 

لماذا نعانق أطفالنا من أجلنا؟

هل يمكن أن تنسى لحظات العناق الأول لطفلك؟ كيف شعرتَ حينها؟  

لا شك أن العناق مفيد للطفل والأبوين، ولكن دعنا نبحث بدايةً عن أهمية أن نعانق أطفالنا من أجلنا نحن، حيث تحمل الأحضان في طياتها مشاعر الحب والسعادة التي تجلب الفرح والسرور إلى قلوبنا وتزيل الهم والحزن منها بضمة دافئة حقيقية؛ فهذه المشاعر الجميلة ترتبط بشكل كبير في التغيّرات الجسدية والعقلية الإيجابية التي تحدث في أجسادنا. 

نعانق أطفالنا من أجل تقوية الرابطة بينا وبينهم منذ الصغر وتنشئتهم ضمن نهج تربوي نفسي سليم؛ فهذه المودة الجسدية المتبادلة يحتاجها الوالدان أولًا في لحظات ضعفهم وألمهم لتخفف عنهم، وتمنحهم القوة والصبر لمواجهة الحياة من أجلهم وأجل أطفالهم. 

هل تخيلتَ أن يكون للعناق فوائد مهمة لبناء صحة جسدية قوية!  

يساهم العناق في زيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين، وذلك بالتقليل من مستويات هرمونات الغدة الدرقية، والمساعدة على التئام الجروح بشكل أسرع وبالتالي التقليل من التعرض إلى الالتهابات. 

فوائد تبادل العناق مع أطفالنا

كما أننا نعانق أطفالنا من أجلنا فإن هناك تأثير كبيراً يعود عليهم أيضًا؛ حيث يساهم في تطوير نموّهم العاطفي والجسدي والمعرفي بصورةٍ عامة، وإليك هذه الفوائد العلمية لتبادل العناق معهم كما يأتي: 

  • يجعل أطفالنا أكثر ذكاءً

يبدأ دماغ الأطفال في النمو والتطور منذ لحظة ولادتهم، وقد ثبت أن التواصل الجسدي باحتضانهم وملامستهم بحنان وحب يساهم في نموه بشكل كبير، ويمنح التحفيز الحسي الذي يحتاجونه حقًا وخاصةً في المراحل الأولى من حياتهم.

  • يحافظ على صحة أطفالنا العقلية

يحتاج الطفل إلى تقديم الرعاية العاطفية له ومنحه الثقة والأمان من والديه كحاجته إلى الغذاء والشراب؛ فهذا يساعد على النمو المتكامل لجسده الصغير، إذ يحفّز العناق اللطيف إفراز هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) وهو هرمون الحب المسؤول عن مشاعر السعادة الذي يؤثر بشكل كبير على مشاعر الأبوة والأمومة، ويحفّز أيضًا بعض هرمونات النمو في الجسم التي يحتاجها الأطفال. 

ويساعد العناق على التقليل من مستويات التوتر والقلق والآثار المترتبة عليها جسديًّا ونفسيًّا في مراحل متقدّمة، إذ أن الطفل لا يستطيع السيطرة على عواطفه فالعناق يعتبر طريقة فعّالة لاحتواء هذه المشاعر وتوجيهها بشكل إيجابي. 

  • يُنهي نوبات الغضب والصراخ

نعم عزيزي، يمكن بالاحتضان إنهاء مشاعر الغضب التي يمر بها طفلك خلال اليوم، إذ أن الغضب أو الصراخ ما هو إلا طريقة للتعبير واستجابة لأمر ما أزعجه أو أنه يريد شيئاً ما؛ فالعناق كفيل بتهدئته وتعزيز مشاعر الطمأنينة والأمان وإشعاره بالدعم العاطفي خلال هذه النوبات. 

  • تزيد من مشاعر تقدير الذات

يعتبر تبادل العناق باستمرار مع أطفالنا أساسًا مهمًّا في رفع القيمة الذاتية لديهم، وزرع الثقة بأنفسهم من خلال النظر إليها بشكل إيجابي وقيّم، كما يُوصل العناق رسائل نفسية قوية بأن مشاعرهم مهمة فعند احتضانك له يدرك أنك تتفهم ما يشعر به وتحترمه.