تتعدد أسباب الخجل الاجتماعي الذي يعرف أيضا باضطراب القلق الاجتماعي (Social anxiety disorder – SAD) والرهاب الاجتماعي (Social phobia)، وسنتحدث في هذا المقال عن مجموعة من أبرز هذه الأسباب.

أسباب الخجل الاجتماعي

ينجم الخجل الاجتماعي عن مجموعة مركبة من الأسباب التي تتراوح ما بين البيولوجية والبيئية وغير ذلك، وتشمل أهم هذه الأسباب الآتي:

  • الوراثة

تنتقل اضطرابات القلق التي يعد الخجل الاجتماعي من ضمنها بالوراثة، غير أنه ليس من المعروف ما إن كان ذلك يعود إلى الجينات أم أن السلوك الذي يفضي إليه القلق ينتقل من الوالدين والإخوة عبر التعلم والمشاهدة.

  • بنية الدماغ

توجد منطقة أو بناء في الدماغ يعرف باللوزة الدماغية (Amygdala)، وهي تملك القدرة على التحكم باستجابة الخوف التي تتصاحب مع الخجل الاجتماعي؛ فمن لديه نشاط عالٍ في هذا البناء، تكون استجابة الخوف لديهم في المواقف الاجتماعية أشد من غيرهم.

وتجدر الإشارة إلى أن فوائد التأمل في علاج الخجل الاجتماعي تشمل قدرته على إحداث تغيرات إيجابية في بنية الدماغ تفضي إلى التخفيف من استجابة الخوف والقلق وتزيد القدرة على التعلم وتحسن الذاكرة. وننصحك الآن بتحميل تطبيق توازن الذي يحتوي على معلومات شاملة عن أنواع التأمل العديدة، إضافة إلى مجموعة مختلفة من البودكاست والتأملات.

  1. العوامل البيئية

تقع البيئة ضمن أبرز أسباب الخجل الاجتماعي، فهو قد يصيب الفرد بعد التعرض إلى موقف محرج أو مزعج في بيئة اجتماعية، الأمر الذي يفضي إلى إصابته بقلق شديد خلاله. وقد ترتبط البيئة بالإصابة بالخجل الاجتماعي من خلال السلوك المتعلم، فالأفراد الذين يعاني أهاليهم من هذا الخجل يرون تصرفاتهم وقد يقلدونها تلقائيا.

فضلا عن ذلك، فالأهل الذين يعانون من هذا الخجل يعاملون أطفالهم بأسلوب الحماية الشديدة من الآخرين، مما يجعل الطفل قليل الاختلاط بالمجتمع ولديه رهبة منه، وذلك يؤدي إلى الخجل الاجتماعي، حتى حينما يكبر.

العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بالخجل الاجتماعي

لا تقع العوامل الآتية ضمن أسباب الخجل الاجتماعي المباشرة، لكنها تزيد احتمال الإصابة به لدى بعض الأفراد:

  • التعرض إلى تجارب سيئة: في حالة التعرض إلى تجارب سيئة في مرحلة الطفولة، من ذلك التنمر والإهمال والرفض الاجتماعي، يصبح الفرد أكثر عرضة إلى الإصابة بهذا الخجل. ويشار إلى أن حدوث تجارب سيئة عندما يكبر الفرد أيضا، من ذلك الخلافات العائلية، يجعل احتمال إصابته بالخجل الاجتماعي يرتفع.
  • طبيعة الشخصية: يعد الطفل الحيي والطفل الذي يتسم بالانسحاب الاجتماعي أكثر احتمالا من غيرهما للإصابة بالخجل الاجتماعي.
  • الدخول في علاقات اجتماعية جديدة: وذلك قد يحدث عند الالتحاق بالجامعة، على سبيل المثال، إذ يتغير مجتمع الزملاء المحيط بالفرد وتتكون لديه صداقات جديدة.
  • الوقوع تحت ضغط في العمل: وذلك يشمل الاضطرار إلى تقديم محاضرة أمام عدد كبير من الناس، إذ إن ذلك قد يحث على الإصابة بالخجل الاجتماعي.
  • المعاناة من مرض معين يجذب انتباه الآخرين: من ذلك التشوهات الخلقية والتأتأة والرجفة، فالمصاب يصبح شديد التركيز في مظهره وذاته مما يزيد احتمال إصابته بالخجل الاجتماعي، لكن هذه الأمراض لا تعد من أسباب الخجل الاجتماعي.