“ماذا لو،  يا ليت”  هي كلمات وجمل نعبر عنها عند الندم على قرار أو نتيجة غير مُرضية، ولكن تكمن خطورة هذا الشعور عندما يتكرر ليُعيق الحياة والتقدم فيها، لذا سنبحث في هذا المقال عن كيفية إعادة صياغة الندم بطريقة منتجة وصحية. 

طرق عملية في كيفية إعادة صياغة الندم

نميل في أوقات ومواقف معينة إلى الشعور بالندم وجلد ذواتنا عندما لا نجد النتيجة التي نتوقع، ونبدأ في إرهاق عقولنا بالتفكير في أمورٍ وخيارات غير مُجدية، ولا شك أن ذلك يؤثر بدرجة كبيرة على نشاط جزء من الدماغ المسؤول عن التحكم والتنظيم العاطفي وبالتالي التأثير على عملية اتخاذ القرارات بشكلها الصحيح. 

ولكن، كيف يمكن إعادة صياغة الندم بشكل عملي؟  

إليك هذه الطرق والنصائح التي عليك اتباعها إذا قررت تجاوز هذه المشاعر بأفضل ما يمكن: 

  • تقبّل اختياراتك دائمًا

يرتبط الشعور بالندم بطريقة التفكير التي تتبعها في أسلوب حياتك فلا تظن أن الحياة قد تتغير أو تتحسن لو أنك اتخذت قرارًا مختلفًا، لذا يجب عليك أولًا تقبّل خياراتك مهما كانت لأن وجود الأخطاء أمر طبيعي، واحرص على النظر إلى التجربة من الناحية الإيجابية بحيث تستفيد منها وتطور من نفسك وتصحّح من أخطائك في التجربة القادمة؛ فهذا يُلهمك على خلق الفرص العظيمة من الاختيارات السيئة حقًا، والتعلّم منها بطريقة مذهلة تعود لصالحك في نهاية الأمر. 

  • أظهر لنفسك الحب دون شروط

لا تربط قبولك وحبك لذاتك بعمل إنجاز ما أو الوصول إلى نتيجة معينة، لأن ذلك سيُوقعك في شِراك الندم وتوبيخ الذات على أبسط العَثرات، على العكس كن لطيفًا مع نفسك وكافأها على مجهودها في كل الأحوال. 

  • تحدّث مع نفسك بإيجابية

ابتعد عزيزي عن انتقاد نفسك وجلدها المستمر؛ فهذا يحفّز الشعور بالندم والعيش داخل هذه البوتقة المزعجة للفكر والنفس، حيث يتطلب الأمر التدرّب على الحديث مع نفسك بفعالية أكبر، مثلًا قم بتكرار بعض العبارات التي تزيد من الثقة بنفسك كأن تقول: ” أنا أحب واحترم نفسي دومًا، أنا استحق التقدير، أنا شخص مبدع ومنجز، أنا أتعلم وأكبر من أخطائي وهكذا”. 

التأمل وعلاقته بإعادة صياغة الندم

يعد التأمل من أفضل وأنجح الطرق العملية في مواجهة هذه المشاعر وكيفية إعادة صياغة الندم بالطريقة التي تنفعك أولًا وآخرًا، حيث أن ممارسة التأمل بانتظام يزيل السلبية المتراكمة في عقلك نتيجة التجارب والخبرات غير المربحة من وجهة نظرك، وذلك برفع مستوى الوعي الذاتي لديك والتطوير من طريقة التفكير التي تقودك إلى القرار والخيار الجيد بالنسبة لك، فهو يساعدك على زيادة الثقة بنفسك وتعزيز المشاعر والأفكار الإيجابية التي تسمح للدماغ بالمضي قدمًا مهما كانت الظروف المحيطة بك، مثل مشاعر الامتنان والتقدير والتعاطف مع النفس ومع الآخرين. 

يمكن القول أن ممارسة التأمل واليقظة الذهنية مهم لصحة عقلية وجسدية رائعة؛ حيث يقوم على خلق هالة من السلام النفسي والهدوء العاطفي، إذ تصبح ردود أفعالك أكثر صبرًا وحكمةً ووعيًا دون تسرع أو ندم، كما أنه يحسن من مستوى تركيزك على اللحظة الحاضرة والذي يوثر بدوره على قدرتك على اغتنام الفرص الحقيقية لمستقبلٍ أفضل.