كلّ له حياة خاصة مليئة بالتحديات والعقبات، حتى وإن كانت بنظر الآخرين حياة شبه مثالية، وقد يُعاني البعض من المشاكل العنيدة التي وباعتباره قد تفتقر إلى الحل، ولكن وعند البدء بوضع خطة والمضي بها خطوة بخطوة، يُمكن حل هذه المشاكل بكل أمان، فما هي أهمية حل أو اعتزال المشاكل وأثره على الصحة النفسية.

اعتزال المشاكل وأثره على الصحة النفسية

في الغالب فإنّ اعتزال المشاكل من آخر النصائح لحلها، فعند مواجهة موقف أو ظرف يصعب التغلب عليه، سرعان ما يجب التعامل معه وحله، لئلا تتفاقم الأمور، ولكن يقفز البعض أحيانًا عن حل المشكلات من أساسها، ظانين أنّ الهروب هو الحل الأمثل.

على عكس ذلك فإنّ اعتزال المشاكل وتركها كما هي يزيد من حدّتها ويزيد معها حدّة القلق والتوتر، والتفكير الدائم المشوش، كما تتصاعد مع وتيرة الأرق وقلة النوم، فإنّ اعتزال المشاكل وأثره على الصحة النفسية كبير.

وعلى صعيد آخر قد يكون من الأفضل اعتزال المشاكل لمدّة زمنية قصيرة، نظرًا لمشاغل الحياة والظروف المرهقة التي قد تزيد عقدتها المشاكل، وعند ذلك لا بأس من أخذ استراحة قصيرة للتركيز على ما هو أكثر أهمية بالنسبة لك في الوقت الحالي، لا سيما عند التعامل مع إنسان يستنزف طاقتك أو عندما تكون عالقًا في موقف ما دون أدنى تقدم، أو عندما تكون المشكلة بمستقبل آت لم يحدث بعد.

وتكمن أهمية اعتزال المشاكل وأثره على الصحة النفسية بالنقاط الآتية:

السعادة والطاقة الإيجابية

اعتزال المشاكل أمر يجب مراعاته، حيثُ أنّ التخلص من الأفكار السلبية المحيطة بالمشكلات والطاقة السلبية التي تدوم حولها واستبدالها بالطاقة الإيجابية التي تنعكس على الراحة النفسية والطمأنينة والهدوء، والتي بدورها تجعل الإنسان سعيدًا هادئ البال.

القناعة

القناعة بالذات أمر قد لا يُحبه من حولك، ولكن القناعة تخلق للإنسان وقتًا إضافيًا للعيش براحة بال، فعند حدوث المشكلات يبقى العقل منشغلًا في حلها وتخمين جميع الطرق المؤدية للتخلص منها، فاقبل ذاتك دون محاولة التغيير سوى ما يجب عليك تغيره.

بناء علاقة قوية مع الذات

اعتزال المشاكل يقوي علاقة الإنسان بذاته، حيثُ يُظهر قدرته على تحدي الواقع وترك ما لا يعنيه وما يُرهقه ويكدر صفوه، لا سيما عند اعتزال المشاكل المؤذية التي قد لا يمكن حلها، إذ يزيد ذلك تواصلك مع الذات والتحدث إلى نفسك وكشف أسرارك، وإطلاق العنان لإبداعاتك وطاقتك.

التخلص من القلق والتوتر

نظرًا للانشغال الدائم بالتفكير في المشكلة وطريقة حلها، فإنّ ذلك يخلق مشاعر ممزوجة من التوتر والقلق، فالإقلاع عن حل المشكلات التي ليس لها فائدة، أمر إيجابي يُخلص الإنسان من مشاعر القلق والتوتر التي تُلاحقه أثناء حدوث المشكلة.

تنمية المهارات

يُسبب الانشغال في المشكلات التي لا داعي لها ترك الأساسيات، ونسيان المهارات والهوايات التي تلعب دورًا كبيرًا في تحسين الصحة النفسية، فعند اعتزال المشكلات، يتسنى للفرد الانشغال بتطوير المهارات، وممارسة الهوايات المختلفة، فهنالك متسع من الوقت للسمو بالنفس بما تحب، كممارسة التمارين الرياضية وتمارين اليوغا والاسترخاء أو الاستماع إلى الموسيقى وجميعها وسائل تريح النفس وتهدئها وتحسن الصحة النفسية والجسدية.