عندما تغيب لغة الحوار، وتكثر الانشغالات، وتزداد ضغوطات الحياة، تصبح الأرواح منفصلة وكأنّها غريبة، بعيدة، خالية من المشاعر، وكأنّ الانفصال سهل المنال، ومن الممكن أن يحدث ما يعرف بالانفصال العاطفي بين الزوجين. هيا نتعرف على التفاصيل.

ما هو الانفصال العاطفي بين الزوجين؟

الانفصال العاطفي بين الزوجين أو كما يُعرف بالطلاق العاطفي، هي اختلال في العلاقة الزوجية التي يعيش فيها الزوجان أمام الآخرين وكأنّهما على وفاق واستقامة في نفس المكان تحت سقف واحد، ولكنّهما منفصلين عاطفيًا عن بعضهما البعض، أي هنالك شرخ في الحقوق والواجبات اللازمة لإكمال المسيرة الزوجية ما بين الطرفين.

مراحل الانفصال العاطفي بين الزوجين

إنّ مراحل الانفصال العاطفي ناجمة عن تراكمات عديدة يمر بها كلا الزوجين، وهي:

  • زعزعة الثقة

إذ يفقد إحدى أو كلا الزوجين الثقة بالآخر، فيُصبح كلّ كلامه ومشاعره مشكوكًا بها، حتى أنّ الآراء والنقاش يُصبح بلا فائدة.

  • فتور العلاقة العاطفية

تُصبح العلاقة الزوجية في تراجع، إذ تظهر تراكمات السنوات، ويكثر اللوم والعتاب، وتزداد الاتهامات، كما يبدو واضحًا خلوّ تحمل المسؤولية من كلا الطرفين.

  • الأنانية

يُصبح كلا الطرفين أو إحداهما يُفكر في ذاته فقط، دون الأخذ بعين الاعتبار العشرة الزوجية، والسنوات الجميلة التي قضياها سويًا، فكلًا ينظر لمصلحته فقط، وعلى رأس ذلك لا ينظر أحد الطرفين أو كلاها لمشاعر الأطفال الذي سيؤثر الانفصال العاطفي عليهم بشكل كبير.

  • الصمت الزوجي

مع تفاقم حدّة المشاكل واللوم، يُصبح الصمت الزوجي سيد الموقف، إذ يُفضل أحد الأطراف أو كلاهما الصمت وعدم الدخول في نقاشات ليس لها فائدة، أو جلسات حوارية منتهية باللاشيء، فيؤدي ذلك إلى تصاعد حدّة الموقف، وزيادة الفجوة بين الزوجين. 

  • الطلاق العاطفي

نظرًا لما سبق، فإنّ الشرخ الزوجي يُصبح كبيرًا، فيقل التعامل والحديث إذ يُصبح أقرب للعلاقة الرسمية الخالية من العواطف أو الود، فيعيش كلا الزوجين في منزل واحد كلّا له استقلاليته وأنشطته المختلفة.

أسباب هذا الانفصال

هنالك العديد من الأسباب المؤدية إلى الطلاق العاطفي، أهمها:

  1. الأوضاع الاقتصادية المتردية، إذ يُصبح الزوج غير قادرًا على تغطية تكاليف المعيشة الأساسية، فيكثر الجدال والنقاش حول كيفية تأمين هذه الاحتياجات.
  2. اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين، إذ قد يكون إحداهما من طبقة اجتماعية مختلفة تمامًا عن الطرف الآخر، مما يصعُب بعد الزواج اندماج كلا الطبقتين الاجتماعيتين.
  3. العلاقة الجسدية الفاترة، إذ أنّ هنالك توافق جسدي يجب أن يكون بين الزوجين.
  4. فتور في الحب والعاطفة.
  5. الخيانة والكذب، إذ أنّ كلاهما من أهم الأسباب المؤدية إلى زعزعة الحياة الزوجية، وفقدان الثقة بين الطرفين.

علاج الانفصال العاطفي بين الزوجين؟

إنّ الزواج أهم مؤسسة اجتماعية مبنية بكل حب وود، فيجب الحفاظ عليها بكل السبل، لذا لا بد من علاج الانفصال العاطفي باتباع الخطوات والإرشادات الآتية:

  1. اعتماد لغة الحوار والنقاش، والسماح لكلا الطرفين بإدلاء الرأي، وتوضيح الأسباب التي أدت إلى فتور العلاقة الزوجية.
  2. كسر الروتين، واعتماد حياة المفاجأة، ومحاولة تجربة أمور جديدة لم يسبق لكلا الزوجين فعلها، وليس من الضرورة أن تكون مكلفة، أو معقدة، إذ ينجح ذلك في كسر الملل بين الزوجين.
  3. زيادة مراكز الاستشارات الأسرية، لطلب النصح والمشورة.
  4. تخفيف الأوقات التي يتم قضاؤها على مواقع التواصل الاجتماعي.
  5. المشاركة في أنشطة مختلفة مشتركة بين الزوجين.