سنناقش في هذا المقال البلوغ من الناحية النفسية، والفرق بين البلوغ ومرحلة المراهقة للمساعدة على فهم طبيعة الاضطرابات النفسية التي تصيب الشباب في هذا الوقت. 

ما هو الفرق بين البلوغ ومرحلة المراهقة؟

يمكن تعريف المراهقة بأنها مرحلة من النمو النفسي والعاطفي والاجتماعي تمتد من (13-19) سنة وقد تمتد إلى منتصف العشرينيات، يتحوّل الطفل الاتكالي إلى شابٍ بالغ مستقل وظيفي.

أما البلوغ فهو مرحلة من التغيّرات الهرمونية والجسمانية التي تحدث خلال ثلاث سنوات، بحيث تتيح للشباب والفتيات الوصول إلى النضج الجنسي ويرافق ذلك تغير في السلوك وبعض الضغوطات العاطفية والنفسية الطبيعية، لذا يجب على الآباء والأمهات تثقيف أبنائهم جنسيًّا وإشباع حاجاتهم العاطفية والنفسية. 

تفسير البلوغ من الناحية النفسية

يتطور الدماغ عاطفيًّا وتفكيريًّا خلال سن البلوغ ويتعرّض إلى تقلبات مزاجية مختلفة، حيث تحدث تغيّرات في القدرة على التفكير وتنظيم العواطف والضغوطات والتحكم فيها بشكل مختلف عن ذي قبل، وذلك من خلال حدوث ثورة في المهارات الشخصية والاجتماعية والعقلية تُهيئهم للانخراط في بيئاتهم والتعامل مع الناس بطريقة واعية ومنضبطة أكثر من الشخصية الطفولية البحتة. 

يعد ظهور العلامات الجسدية واضحًا في فترة البلوغ سواء عند الذكور أو الإناث، مثل زيادة في الطول والحجم وخشونة في الصوت لدى الشباب الذكور، ولكن الأمر أكثر تعقيدًا من الناحية العاطفية والنفسية، إذ يجب مراقبتهم ومتابعة سلوكياتهم جيدًا لمعرفة البلوغ من الناحية النفسية، حيث يميل البعض إلى الاستقلال، كما تزيد الحاجة إلى تكوين صداقات أو الدخول في علاقات اجتماعية أو عاطفية. 

ما هي طبيعة الاضطرابات النفسية في فترة البلوغ؟

يعاني بعض الأطفال من الإصابة بالاضطرابات النفسية المختلفة نتيجة البلوغ المبكر، وعدم القدرة على فهم تغيرات هذه الفترة والافتقار للتعامل معها بشكل سليم، ومن أبرز هذه الاضطرابات ما يأتي:

  • ظهور أعراض اضطراب القلق النفسي والتوتر، مثل التعرّق والارتعاش، وارتفاع مستوى خفقان القلب وغيرها. 
  • الإصابة بالاكتئاب والميل نحو العزلة والانطواء. 
  • حدوث اضطرابات في الأكل والنوم؛ فمثلًا زيادة الوزن أو عدم الأكل وضعف عام في الجسم. 
  • الاضطرابات السلوكية والتي تأخذ منعطفًا عدوانيًّا مثل إيذاء النفس والآخرين. 

المشاكل التي تحدث في فترة البلوغ من الناحية النفسية

يواجه بعض الشباب مشاكل أسرية تتمثل في ضعف الاهتمام بهم نفسيًّا وعاطفيًّا، وهنا قد يتسبب البلوغ بتفاقم الضغوطات النفسية والتأثير عليهم بشكل سلبي ومؤذ؛ فمثلًا اللجوء إلى تعاطي المخدرات أو الكحول هروبًا من البيئة النفسية السيئة، إضافةً إلى زيادة الرغبة في الاستقلال عن الأهل وبالتالي زيادة الصراعات العائلية التي قد تحدث، وتكمن خطورة البلوغ من الناحية النفسية في اندفاعهم نحو التجارب الجنسية المبكرة والتي تعرّضهم لقضايا الاستغلال والتحرّش الجنسي. 

كيفية التعامل مع البلوغ من الناحية النفسية

توجد بعض النصائح التي يجب الحرص عليها عند التعامل مع البلوغ النفسي، وهي كالآتي:

  • المساعدة على فهم حالتهم المزاجية والتعبير عنها بكل سهولة. 
  • التعامل معهم بهدوء ووعي بعيدًا عن العصبية والعنف اللفظي أو الجسدي. 
  • توفير المساحة الكافية للتعبير والاستماع لهم في جميع الأوقات والظروف. 
  • السماح للطفل أو الشاب بحل مشاكلهم بمفردهم والاكتفاء بالمراقبة والمتابعة عن كثب وتوجيه النصائح لهم. 
  • احتواؤهم عاطفيًّا وإشباع رغباتهم بتقديم الدعم النفسي بالحب والحنان والحوار. 
  • مدح السلوكيات الجيدة والإيجابية بعبارات تحفيزية وتشجيعية. 
  • المساعدة على اتباع نظام غذائي صحي، وعادات النوم الصحية.