التأمل التجاوزي هو أحد أساليب التأمل التي تُعزز الإدراك والوعي وتحد من تشتت الأفكار، فما هو التعريف الدقيق لهذا المفهوم؟ وما هي أهم فوائده؟ وكيف يُمكن تعلم هذا النوع من التأمل؟
التأمل التجاوزي
عُرف تأمل مانتيرا منذ آلاف السنين ولأول مرة في الهند على يد المعلم مهاريشي ماهيش يوغي خلال حقبة الخمسينيات، وقد ابتكر هذا النوع من التأمل بعد عدّة تجارب وممارسات لليوغا التأملية القدمية، وأعلن عن جديده دون ارتباط بأي دين أو فلسفة أو نمط حياة، وإيمانًا منه بأهمية التأمل التجاوزي فقد ضمّه رابعًا ضمن حالات الوعي الأخرى بعد الاستيقاظ والنوم والحلم.
يندرج التأمل التجاوزي أو كما يُدعى التأمل الصامت ضمن أنواع التأمل، ويتم فيه تكرار عبارة أو جملة أو كلمة عدّة مرات، وقد تحظى باهتمام صاحبها بشكل كبير، كما قد تعبر عن الاهتمامات والمشاعر والتجارب، لتصبح موضع الاهتمام وللوصول إلى السلام الداخلي، وتكرارها بأصوات مختلفة لتُساعد الإنسان على جذب الانتباه من التفكير النشط إلى مستويات عميقة من الوعي الذاتي، هذه التقنية البسيطة تجعل الإنسان يعيش في الحاضر بجميع حواسه دون إلهاء، حيثُ يصفي ذهنه ويُعيد توجيه أفكاره نحو الآن، هذا الإدراك غير المحدود حالة صامتة للعقل، لدرجة أن أعضاء الجسد قد تستشعر هذا النوع من الهدوء.
إن اختيار الكلمة أو العبارة التي يتم تكرارها لها دور كبير في نجاح عملية هذا التأمل، وقد تكون بمعنى أو لا معنى، المهم هو ثبات هذه الكلمة، وتكرارها بصوت منخفض أو مرتفع، ويمكن تنقية الصوت أو لا، للوصول إلى درجة الانسجام مع هذه الكلمة عند تكرارها.
كيف يمكنني تعلم هذا النوع من التأمل؟
تحتاج ممارسة التأمل التجاوزي إلى معلم مؤهل للتدريب الجيد وامتلاك أفضل القدرات لممارسة هذا النوع من التأمل، وهي عبارة عن محاضرات يتلقاها المتدرب لمدة تقارب الساعة، ثمّ يتم اختيار عبارة أو جملة أو كلمة بالاتفاق مع المدرب للتدرب عليها، حيثُ بعد ذلك يتم الجلوس بوضعية مريحة مع إغلاق العينين، خلال عدّة جلسات متتابعة لمدّة تقارب ثلث ساعة مرتين يوميًا، ويجدر الذكر أنه يمكن استغلال التكنولوجيا والإنترنت لتعلمه ما إن لم تسمح الفرصة للتدرب عليها مع مدرب خاص، حيث تتوافر العديد من مقاطع الفيديو أو الكتب الإلكترونية التي تُعلم هذه التقنية بطريقة صحيحة.
ما هي فوائده؟
التأمل التجاوزي يعج بالفوائد المتنوعة للجسم والعقل منها:
- فوائد جسدية: كانخفاض في ضغط الدم، وتحسين جودة النوم، والتقليل من آلام الصداع.
- فوائد عقلية: يقلل أعراض القلق والتوتر والاكتئاب، ويعالج اضطرابات ما بعد الصدمة، ويزيد من القدرة على احترام الذات.
- فوائد معرفية: يزيد التأمل التجاوزي من الإنتاية والأداء ويصقل مهارات حل المشكلات، ويُعزز الذكاء والإدراك والإبداع والوعي، ويحسن التركيز والذاكرة والطاقة.
- فوائد عاطفية: يزيد من وضوح الأفكار والمشاعر، ويُعزز الشعور بالامتنان والتعاطف، ويُحسن السلام الداخلي.
ما الفرق بين التأمل التجاوزي واليقظة؟
خلال التأمل اليقظ يتم التركيز على تصفية الذهن من الأفكار والمعتقدات السلبية، حيثُ تُعيد العقل والتفكير وتركز الانتباه نحو اللحظة الحاضرة، بالإضافة إلى تعزيز القدرة بالسيطرة على شرود العقل، بينما يُركز التأمل على تكرار عبارة أو كلمة لتوجيه الانتباه الداخلي ومساعدة العقل على الاستقرار وتجاوز اللحظة الحالية.