التأمل الحواري يهدف لمناقشة الذات وكأنها شخص آخر، فما هو هذا التأمل، وما هي أهم الطرق التي يُمكن من خلالها تعلمه؟

التأمل الحواري

التأمل هو التجريد من كل شيء للوصول إلى شيء واحد، هو البحث في الأعماق عن صوت الطمأنينة والهدوء، هو الوصول إلى الاسترخاء والعثور بين ثنايا الذات عن الراحة والسكون، فكثيرًا ما يحاول العديد التحكم في أحداث الحياة، ويتدربون ويخططون للقيام بأبسط المهام وأعقدها، ويتبادلون أطراف الحديث بينهم وبين ذاتهم طيلة اليوم، بذلك الصوت المستمر الذي لا يتوقف عن التفكير والنقد والنصح، ذلك الصوت الذي يُعبر عما في الأعماق وخبايا العقل، فكيف له أن يعثر على الهدوء وراحة البال، بالطبع من خلال التأمل الحواري.

هو من أنواع التأمل الذي يتم فيه الحديث مع الذات ومراقبة الأفكار والخطط والأهداف والمشكلات وكأنها تتجسد في شخص آخر، للوصول إلى أفضل الطرق والأساليب والحلول التي يُمكن اتباعها وفعلها بطريقة مريحة وهادئة، وناجمة عن عقل واع مفكر.

طريقة التأمل الحواري

تتسلسل خطوات التأمل الحواري كالآتي:

البحث عن الصوت الداخلي

المرحلة الأولى في التأمل الحواري هي البحث عن الصوت الداخلي من خلال الخطوات الآتية:

  • اسأل نفسك من أنت، وأجب بما يُقارب 20 إجابة مختلفة، تعبر عما قمت به من أفعال في الحاضر والماضي، للتعرف على ذاتك بشكل أوضح.
  • ركز على انطباعاتك الأولية، فهي إشارات لحدسك، فالشعور الفوري هو الانطباع الأولي الذي يُخبرك بالمضي قدمًا أو توخي الحذر.
  • استمع إلى محادثاتك الداخلية، حتى وإن تعارضت مع الدوافع الخارجية، فالمهم أن تفهمها ولا يعني أن ستقيمها أو ستنفذها.
  • حدد مصادر الأصوات في محادثتك، وبمعنى آخر يُمكنك تحديد الآراء التي تتعارض أو تتفق، وهي تمامًا الأشخاص المحيطة، وتضارب الأفكار بينك وبينهم.
  • تنفس بعمق ثمّ قم بتهدئة الأصوات الأخرى التي تتحقق أنها ليست لك، وتجاهلها رويدًا رويدًا، إلى أن يبقى صوتك الوحيد المسموع.

تواصل مع صوتك الداخلي

بعد سماعك لصوتك الداخلي فقط، حان الآن موعد التواصل معه من خلال الخطوات الآتية:

  • أشعر بصوتك الداخلي من خلال المشاعر الخفية التي هي إشارة إليك أنّه يريد التواصل معك والتحدث إليك.
  • أغمض عينيك واسمع ما يقوله صوتك الداخلي.
  • ركز أكثر على صوتك الداخلي، وعندما تسمع آراء بديلة تتجول في خاطرك، تجنبها وكأنك تمشي وإحداها يتحدث مع الآخر، وأنت لا تعرف أي منهم.
  • استجب لصوتك الداخلي، وتبادل معه أطراف الحديث، وإن رغبت يُمكنك القيام بذلك بصوت مسموع، لتبدو المحادثة وكأنها واقعية، كما قد يساعدك ذلك على التمييز بين صوتك والصوت الداخلي.
  • اتبع صوتك الداخلي الذي يعي ما يريده قلبك، فقد يُخبرك بضرورة توخي الحذر من أمر ما.

اطرح الأسئلة

يُمكن استكمال التأمل الحواري مع الذات من خلال البدء بالتفكير الدقيق وطرح أسئلة واقعية على الصوت الداخلي، مثل ما هي أهدافي؟ ما هي مخططاتي؟ ما هي أفضل الطرق لإنجازها؟ ثمّ تأمل في هذه الأسئلة، ودع صوتك الداخلي ليجيب عليها، ثم فكر في الإجابة عدّة مرات لتتيقن منها، وبذلك قد حصلت على ما تريده من هذا التأمل.

نصائح مهمة

يُنصح باتباع بعض الإرشادات أثناء ممارسة هذا النوع من التأمل، أهمها:

  • التواجد في بيئة هادئة خالية من الضوضاء، لضمان الوصول إلى حالة من الاسترخاء والهدوء، والتي بدورها تُحقق تواصلًا فعالًا مع الصوت الداخلي للإنسان.
  • أغمض عينيك أثناء التأمل الحواري لضمان التركيز، وكأنك وحيد على هذه الأرض.
  • تنفس بعمق، من خلال الشهيق من الأنف، والزفير بشكل أبطأ من الفم.
  • ركز على الاستماع إلى أصوات الشهيق والزفير، فأنت خلال التأمل الحواري لا تسمع أي شييء خارجي سوى ذلك.