ما هو التأمل العميق؟ وما هي أوجه الاختلاف والتشابه بينه وبين التأمل المنتظم؟ وكيف يتم الوصول إلى هذه المرحلة؟ جميعها أسئلة يُجيبها موقع توازن في المقال التالي.

التأمل العميق

التأمل العميق هو التأمل الذي ينطوي على فقدان كامل أو جزئي للوعي، كما لو أنّ الذات لا تدرك المحيط، ليس له أسلوب خاص ولا يُعتبر من أنواع التأمل، بل هو حالة يتم الوصول إليها خلال جلسة التأمل، حيثُ يُمكن أن تتطور جلسات التأمل والتصور والتأمل التجاوزي لتصبح حالة من حالات التأمل، فيصبح الإنسان غير مدرك بشكل جزئي المساحة المادية التي يعيش فيها، كما قد لا يدرك وجود الآخرين حوله، وقد يصل إلى نسيانه حتى إنه في حالة تأمل.

فوائد التأمل العميق

فضلًا عن فوائد التأمل المتنوعة، فإنّ له فوائد خاصة تزيد عن ذلك، أهمها:

  • انخفاض هرمونات التوتر: التأمل العميق يخفض مستويات الكورتيزول، أو كما يُدعى باسم هرمون التوتر.
  • انخفاض النشاط في مناطق محددة في الدماغ: يُساهم في تقليل نشاط عدة مناطق في الدماغ، أهمها تلك المناطق المسؤولة عن شرود الذهن، والأنانية، والأفكار الرجعية.
  • تحسين الحالة المزاجية: بالطبع فإنّ التأمل وحده لن يقضي على الاكتئاب، ولكن يُعزز التدريب لمناطق الدماغ المسؤولة عن تحسين المزاج، مما يُقلل من آثار القلق والإجهاد والاكتئاب.
  • تهدئة الجسم: يُرخي عضلات الجسم ويحسن تدفق الدم، ويضبط معدل ضربات القلب من خلال التنفس والاسترخاء العميقين.

كيف تمارس هذا التأمل؟

يُمكن ممارسة التأمل العميق من خلال الخطوات الآتية:

  • اجلس في مكان هادئ ومريح خالٍ من الضوضاء، والهدف الرئيسي من ذلك هو إرخاء الجسم قبل البدء بالتأمل، ثم اختر أي طريقة تودها في الجلوس على أن تكون مريحة.
  • ممارسة القناعة بعد التركيز على عقلك وجسدك، فيجب أن تركز على الأفكار المتعلقة بالامتنان والفرح والقناعة، وبذلك يتم سحب مشاعر القلق والتوتر من الجسم رويدًا رويدًا، علاوة على ذلك يُمكن الوصول إلى هذه الحالة من خلال التركيز على ما هو جيد في الحياة، وتكرار عبارات أو كلمات تمد الجسم بالطاقة والإيجابية، ويجدر الذكر إلى إمكانية دمج ممارسات التخيل المختلفة للمساعدة في التركيز على التأمل.
  • ركز على أنفاسك من خلال أخذ نفس عميق عدّة مرات، على أن يكون الشهيق من الأنف والزفير من الفم وأشعر معه وكأنك تُحرر التوتر ومشاعر القلق من جسدك وعقلك.
  • كن منفتحًا واسمح لذاتك بالتخيل حتى وإن كان الخيال محالًا، فلا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة لممارسته فقط اسمح لعقلك أن يتجول كما يشاء، ولا تقيد تفكيرك على الإطلاق.
  • فكر بعد جلسة التأمل وأشعر بما أصاب جسدك من راحة وسلام داخلي، فمن الجيد التعرف على رد فعل الجسم والعقل بعد ممارسة التأمل، للتحفيز وإعادة الكرة مرة أخرى.

التأمل ممارسة وليس حبة سحرية

على الرغم من قدرة التأمل العميق على ترك بصمة لا تصدق في العقل والجسم، إلّا أنّ ذلك لا يحدث بين عشية وضحاها، فيجب ممارسة التأمل وتطوير تجربته مرة تلو مرة للحصول على نتيجة جيدة تريح البال وتهدئ الأعصاب بعد مرور مدّة من الممارسة الفعلية والواقعية.