الجميع يريد الهروب لقضاء إجازة ممتعة، ربما إجازة من العمل أو من الضغوطات المحيطة بشكل عام، للحصول على وقت مستقطع هادئ خال من المشكلات والقلق والتوتر، ولكن ماذا لو حُصد الثمار دون الذهاب للحصاد؟ فهل يُمكن؟ دعونا نكتشف إجابة السؤال مع موقع توازن، التأمل مقابل الإجازة، أيهما له تأثيرات إيجابية طويلة الأمد؟
التأمل مقابل الإجازة: أيهما له تأثيرات إيجابية طويلة الأمد؟
قد يتعجب البعض من مقارنة التأمل مقابل الإجازة، ويستغرب مدى قرب نتيجتهما المتقاربة التي تؤثر على النفس البشرية وتريحها، إذ أجريت الدراسات على عينة من النساء اللاتي يتراوح أعمارهن بين 30-60 عام، خلال 6 أيام إجازة في منتجع طبيعي، وتم تقسيم النساء إلى 3 مجموعات، إحداهما النساء اللاتي يتأملن بانتظام، والمجموعة الثانية النساء اللاتي لا يمارسن التأمل نهائيًا، والمجموعة الأخيرة ضمت النساء اللاتي يمارسن التأمل في وقت الإجازة فقط.
ومع بدء التجربة تم سحب عينات دماء من جميع المجموعات، وبالطبع مع نهاية مدة الدراسة أيضًا، ليتم تقييم الأنماط الجينية إضافة إلى المؤشرات الحيوية المرتبطة بعلامات الشيخوخة ومقارنتها، وأظهرت النتائج تحسين وظيفة المناعة نظرًا لتأثير الإجازة، وفي جميع المجموعات تم السيطرة على حالات القلق والتوتر المُبلغ عنها ذاتيًا عما قبل بشكل واضح.
أمّا مجموعة النساء اللاتي لم يمارسن التأمل من قبل ولكن قد انضموا إلى برنامج التأمل خلال الدراسة، أظهرن قدرتهم بشكل كبير في التحكم بالضغوطات، على أولئك الذين لم يمارسن التأمل بتاتًا في هذه الدراسة.
وعلى صعيد خاص وبعد مرور 10 أشهر، تم متابعة الدراسة، إذ عادت نتائج جميع العينات إلى خط الاكتئاب والتوتر الأولي، بينما أظهرت الدراسة نتائج ملحوظة لأولئك اللاتي يمارسن التأمل بانتظام، في القدرة على التحكم بمستويات الضغوطات والقلق والتوتر، وتعزيز الطاقة الإيجابية، وتهدئة النفس، مما يعني أنه إن لم تسمح لك الفرصة بأخذ إجازة، فيمكنك الحصول على فوائد الإجازة بممارسة التأمل.
التأمل خلال الإجازة
الإجازة هي عطلة مفيدة يتم قضاؤها مع العائلة أو الأصدقاء، لمنح النفس راحة ومساحة شخصية خالية من ضوضاء العمل وضغوطاته، ولكن ومع متطلبات الإجازة التي تتعدد ما بين شراء الهدايا، أو التنظيف أو تأمين الاحتياجات الأساسية، تبدأ مشاعر القلق والتوتر بالتصاعد حيال هذه الأعمال وطريقة إنجازها، لذا لا بد من السيطرة على هذه المشاعر بممارسة التأمل الذي يوحد الروح والعقل والجسد، ويجعل الذهن حاضرًا، ويقضي على الأفكار السلبية ويجعلك محاطًا بالطاقة الإيجابية، بالإضافة إلى أن التأمل يمنح الإنسان القدرة على مواجهة الضغوطات والأفكار السلبية، فلا بد من ممارسة التأمل للحصول على هذه الفوائد لا سيما خلال الإجازة.
طريقة التأمل خلال الإجازة
بعد معرفة فوائد التأمل مقابل الإجازة، يُمكنك دمجهما سويًا، عند ممارسة تأمل ميتا خلال الإجازة، لا سيما عندما تشعر بالتوتر، وذلك تبعًا للخطوات الآتية:
- استلقي بوضعية مريحة، أو ابحث عن مقعد مريح واجلس عليه.
- اغمض عينيك وجسد أنفاسك وتخيلها.
- ردد عبارات إيجابية نشيطة، على سبيل المثال عبارة، أتمنى أن أكون سعيدًا أو أتمنى أن أكون بصحة جيدة، أو أتمنى أن أكون محبوبًا، بشكل بطيء، 3-5 مرات خلال التنفس.
- تخيل شخصًا مقربًا وانظر في عينيه وكأنه يُخاطبك، وكرر عبارة قد تكون سعيدًا أو قد تكون بصحة جيدة، أو قد تكون محبوبًا، بشكل بطيء، 3-5 مرات خلال التنفس.
- حول تركيزك الآن على شخص تتنافس وإياه وإن لم يكن، فاسمح لخيالك أن يُجسد شخص ما، وكرر عبارة قد تكون سعيدًا أو قد تكون بصحة جيدة، أو قد تكون محبوبًا، بشكل بطيء 3-5 مرات خلال التنفس.
- حول تركيزك الآن على شخص غريب تمامًا، لا تعرفه، أو رأيته صدفة، وكرر عبارة قد تكون سعيدًا أو قد تكون بصحة جيدة، أو قد تكون محبوبًا، بشكل بطيء 3-5 مرات خلال التنفس.
- أنهي ممارسة التأمل بالتركيز العميق على أنفاسك البطيئة التي تراوح ما بين 5-10 أنفاس.