يسعى الإنسان دوماً إلى تحقيق التوازن وبلوغ الاستقرار وتذوق معاني السعادة في حياته، مما يجعله متسامحاً مع نفسه وغيره، وحتى مع الظروف من حوله، فإذا اختل ذلك التوازن سعى لإيجاد الطريق نحوه، فما هو هذا الطريق؟ وما العلاقة بين التأمل والتسامح؟ وهل يمكن تحقيق التوازن والتسامح بالحياة؟
التأمل والتسامح
ينطوي التسامح على مزيج من الصبر والتفاهم، وهو ميزة مفيدة في العلاقات والوظائف والمواقف الصعبة، وعندما يستمر الإنسان في ممارسة التأمل بشكل منتظم عندها سوف يزداد تحمله للتوتر والإحباط والمواقف الصعبة.
إنّ التأمل يعلم الإنسان كيف يُصفي ذهنه من الأفكار السلبية التي تدور في عقله في حلقة مفتوحة كل يوم، والتركيز أكثر على الحاضر، والتخلي عن الإحباطات السابقة والقلق في المستقبل، لهذا فكلما مارس الإنسان التأمل أصبح أكثر مرونة وصبرًا عند مواجهة الأزمات، حيث سيكتشف أن ما كان يسبب له القلق لم يعد يؤثر عليه.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ التأمل يزيد من تسامح الإنسان وصبره تجاه الآخرين، فهو ينطوي على تأمل عميق للذات وزيادة الوعي الذاتي، ومن خلال إجراء جرد لحياتك وأفكارك عبر التأمل ستتعلم أن تفهم أين يمكنك أن تكون أكثر تسامحاً وتفهماً وصبراً، وعندما تتأمل وتتعلم أن تتقبل نفسك كما أنت فمن الأسهل أيضًا قبول الآخرين على الرغم من وجود أي اختلافات أو أسباب أخرى للرفض.
أفضل طريقة للتأمل والتسامح
يمكن اتباع الخطوات الآتية لتحقيق أفضل استفادة عند التأمل والتسامح:
- الاستلقاء على مقعد مريح، ثم أخذ نفس بصورة مكررة وبشكل بطيء، وتكرار كل عبارة أدناه ثلاث مرات.
- ابدأ بكتابة كل عبارة أدناه على ورقة، وبعد ذلك استخدم ورقتك لإرشادك خلال عملية التأمل (بدلاً من النظر إلى شاشة المحمول للتقليل من احتمالية تشتيت الانتباه).
- العبارات تكون كالتالي:
- اخترت أن أكون متوازناً وسعيدً وأعيش حياتي بتسامح ورحمة. (كرر 3 مرات)
- سآخذ الوقت الكافي لملاحظة مستوى الإثارة في عقلي وجسدي عندما أكون مع الآخرين. (كرر 3 مرات)
- حتى في المواقف الصعبة أنوي محاولة ضبط الأعصاب والراحة الداخلية والصبر. (كرر 3 مرات)
- سوف أقوم بالتعبير عن مشاعر الإحباط والغضب والاستياء غير المرغوب فيها حسب الحاجة. (كرر 3 مرات)
- أنا ممتن للجميع على الدروس التي علموني إياها. (كرر 3 مرات)
نصائح لبناء التسامح في حياتك
من أهم النصائح التي يُمكن اتباعها لبناء التسامح في حياتك ما يأتي:
- تعرف إلى مشاعرك وتحكم بها.
- حاول تحليل سبب انزعاجك من شخص ما أو موقف ما، واسأل نفسك حول مدى تأثيره عليك في الواقع.
- تحقق من نفسك، فكثيراً ما يكون سبب انزعاجك من الآخرين هو الغرور ونظرتك الشخصية لذاتك.
- طوّر قدرتك على تقليل التأثر ببعض الأمور والاهتمام بتفاصيل الأحداث.
- استخدم قوتك، وضع رد فعلك العاطفي جانباً عند التعامل مع التجارب المحبطة وستجد أن التجربة بطبيعتها يجب أن تتغير.
- تدرب على الصبر، واسعَ لتقليد مواقف التسامح وتبنيها.
- تفهم الآخرين، وتعلّم أنّ هذا الكون يسعنا جميعاً.