يعاني كثير من الأشخاص من أعراض القولون العصبي المزمنة والتي تُعالج ببعض الأدوية الطبية، ولكن أثبتت الدراسات وجود علاقة قوية بين العلاج بالتأمل والقولون العصبي من خلال ممارسة جلسات التأمل بانتظام. إليك التفاصيل في هذا المقال.
العلاقة بين التأمل والقولون العصبي
تقوم أعراض القولون العصبي على آلام وانتفاخات مستمرة في البطن مع اضطرابات معوية كالإصابة بالإسهال أو الإمساك، والعامل المحفّز لهذه الأعراض هو الشعور بالتعب والتوتر والقلق إضافةً إلى قلة النوم والعصبية الزائدة، وإذا تأملت في هذه العوامل تجد أنه يمكن التعامل معها والتقليل منها عن طريق جلسات التأمل واليقظة الذهنية والالتزام بها في وقت محدد، وبالتالي التقليل من نوبات القولون العصبي وأعراضه بصورةٍ كبيرة؛ لأن جوهر التأمل يقوم على تحقيق الاسترخاء والراحة للعقل والجسد وهذا حقًّا ما يحتاجه المصاب بالقولون العصبي.
ترتبط استجابة الجسم للشعور بالقلق والتوتر ارتبطًا وثيقًا بوظيفة المعدة في تحفيز إفراز هذه المشاعر، والمعدة هي جزء من الجهاز الهضمي الذي يتأثر بهذه المشاعر مما يزيد من أعراضه وأعراض القولون العصبي.
فوائد التأمل والقولون العصبي
يساعد التأمل وتحديدًا اليقظة الذهنية على التخفيف من الأعراض المصاحبة لاضطرابات القولون العصبي، حيث يقوم التأمل اليقظ على التركيز على اللحظة الحالية التي يعيشها الشخص بعيدًا عن تجارب وأفكار الماضي والمستقبل المتعبة، والتي تسبب التفكير المزمن والتوتر والضغط النفسي، وفيما يأتي أبرز فوائد التأمل والقولون العصبي:
- تعزيز الشعور بالاسترخاء والسلام والراحة.
- تحسين التركيز والتخفيف من التفكير المفرط.
- التقليل من الشعور بالألم.
- تحسين جودة ونوعية النوم.
- التخفيف من مشاعر الاكتئاب والقلق والعصبية.
- التخفيف من بعض الأعراض الصحية مثل متلازمة التعب المزمن والألم العضلي الليفي الذي يزيد من أعراض القولون العصبي.
- التخفيف من أعراض القولون بشكلٍ عام من خلال المساهمة في إحداث تغييرات في طريقة التفاعل مع الأفكار والمشاعر واستجابة عاطفية أقل.
العلاج بالتأمل
إليك أبرز وأهم العلاجات النفسية التي تعتمد على تقنيات التأمل في علاج أعراض القولون العصبي كالآتي:
-
العلاج السلوكي المعرفي CBT
توجد أنواع متنوعة من التأمل والتي تقلل من شدة أعراض القولون العصبي بالإضافة إلى أمراض أخرى، ولكن يجدر الحديث عن نوع معين ومهم من العلاجات النفسية والتي تعتمد على أساليب التأمل المختلفة وهو العلاج السلوكي المعرفي، حيث يعتبر علاجا فعّالًا في الحد من أعراض القولون العصبي كآلام البطن وغيرها.
تقوم أساسيات العلاج السلوكي المعرفي على تقنيات التأمل مثل تمارين التنفس العميق، وتمارين الاسترخاء التدريجي للعضلات، والتدرب على مواجهة الخوف والقلق من المواقف الصعبة التي تثير الجهاز الهضمي مسببةً أعراض القولون العصبي.
-
العلاج باليقظة MBSR
يعتمد العلاج باليقظة على الحد من التوتر باستخدام جلسات التأمل واليقظة الذهنية واليوجا، ليتمكن الشخص من التقليل من التوتر وكذلك التقليل من التفاعل مع الضغوطات النفسية التي تمر خلال الروتين اليومي وذلك بالتركيز على اللحظة الحالية والابتعاد عن المشتّتات والمثيرات العصبية.
تتجلى أهمية علاج التأمل والقولون العصبي بالعلاج باليقظة؛ فهو يساعد على تهدئة الجسد والعقل معًا والتخفيف من الأعراض المصاحبة كالشعور بالألم، من خلال تحسين ردود أفعال مرضى القولون العصبي تجاه ما يحدث من حولهم وتعزيز الاستجابة العاطفية لما يخيفهم ويقلقهم.