تُحيط بنا هالة من الطاقة السلبية الناجمة عن ظروف الحياة بشتى مجالاتها، مما يؤثر ذلك على النفس، فتُصبح ضعيفة، هزيلة، دائمة التفكير، فما هي علاقة التأمل وتقليل المشاعر السلبية وما هو فوائده المنعكسة في توليد الطاقة الإيجابية، وما علاقته بالمشاعر السلبية.
التأمل وتقليل المشاعر السلبية
إنّ للتأمل فوائد جمّة، قد لا تُعد ولا تحصى، لا سيما وأنّ ارتباطه وثيقًا في تعديل الحالة المزاجية وتقليل الطاقة السلبية، وتوليد هالة من الطاقة الإيجابية التي ليس لها مثيل، إذ يسمح التأمل للمشاعر السلبية بالخروج من الجسد حتى وإن كان ذلك لحظيًا، فيُريح النفس ويجعلها تُفكر وتركز على ما هو أهمّ من تلك المشاعر السلبية مهما كان مصدرها أو ارتباطها بأحداث قد تكون في الماضي أو المستقبل أو الحاضر، وإن كان أي منهم فإنّ التأمل يقتل تلك المشاعر السلبية، ويحد من هالتها، ويبني هالة من الطاقة الإيجابية المشحونة بمشاعر الفرح والسرور والرضا بالحاضر ونسيان الماضي أو تناسيه، وعدم الخوف من المستقبل.
علاقة التأمل بالمشاعر السلبية
يحد التأمل من المشاعر السلبية، إذ أنّ علاقة التأمل وتقليل المشاعر السلبية تتعدى الآتي:
- يُعلم التأمل الصبر والتعايش مع المشاعر السلبية لا سيما تلك الناجمة عن الحوادث الشخصية كالموت.
- يصنع التأمل سُلمًا لتصعد عليه المشاعر السلبية خارج الجسد.
- يوّسع التأمل الإدراك والتخيل، والذي من خلالهما يُمكن للإنسان أن يُهدئ من ذاته ويُقلل من المشاعر السلبية المحيطة به.
- يجعل التأمل المشاعر السلبية آنية، إذ يقطع صلتها بالماضي أو المستقبل، وإنما يجعلها فقط مقتصرة على الحاضر.
- يُنمي التأمل القدرة على التعامل مع الظروف الناجم عنها تلك المشاعر السلبية.
علاج المشاعر السلبية بالتأمل
وكما ذكرناه في الفقرة السابقة، فإنّ ارتباط التأمل بالمشاعر السلبية ارتباطا وثيقًا، وبذلك يُمكن التخلص من المشاعر السلبية بممارسة التأمل، بإحدى الطرق الآتية:
- التخيل: أو كما يسمى التأمل الموجه ويتم ذلك من خلال تشكيل مجموعة من الصور الذهنية التي يجب التركيز المطلق فيها باستعمال مجموعة من الحواس، كحاسة الشم والإبصار، واللمس والسمع، مما يُساعد في الاسترخاء وتقليل حدّة المشاعر السلبية، ويجدر بالذكر أن هذا النوع من التأمل قد يحتاج إلى مدرب خاص أو معلم.
- تأمل مانترا: التركيز على تكرار عبارة أو كلمة أو فكرة بصمت.
- تأمل الحكمة: زيادة الوعي والإدراك من خلال توسيع الوعي الإدراكي والتركيز على المشاعر الآنية خلال ممارسة التأمل مثل التركيز في عملية التنفس، وملاحظة الأفكار والمشاعر المتصاعدة أثناء هذه العملية.
- اليوغا: الهدف من اليوغا تقليل التركيز على المشاعر السلبية اليومية، والتركيز على المشاعر الإيجابية اللحظية، وذلك من خلال ممارسة مجموعة من تمارين الجسم والتنفس التي تحتاج للتركيز والتوازن بشكل كبير.
- تأمل تاي شي: إحدى أنواع الفنون القتالية الصينية البسيطة، والتي من خلالها يتم تكرار تنفيذ مجموعة من الحركات برشاقة وبوتيرة بطيئة، جنبًا إلى جنب في ممارسة التنفس العميق.
- تشي كونغ: هو إحدى أنواع التأمل المندرج تحت قائمة العلاج الصيني التقليدي، وهو يدمج ما بين تمارين التأمل المختلفة والاسترخاء، والحركة الجسدية وتمارين التنفس العميق، مما يسُاعد وبشكل كبير في تهدئة النفس وتقليل المشاعر السلبية المختلفة، وتحقيق السلام الداخلي، والطمأنينة الحقيقة.