نحتاج أن نتحلّى الصبر في كل حَدث في حياتنا فهو أساسي في التعامل مع المواقف والأشخاص وبناء العلاقات الطويلة؛ فالعلاقة بين التأمل وزيادة الصبر علاقة وطيدة من خلال تأمل النفس وطريقة تعاملنا مع المواقف التي تستدعي الوقت والجهد وذلك بالتدرّب على التأمل المستمر الذي ينمّي الهدوء والراحة في النفس.
العلاقة بين التأمل وزيادة الصبر
كيف يمكن للتأمل تنمية الشعور بقوة الصبر؟ للإجابة على هذا التساؤل تمعّن في هذه النقاط المهمة التي توضح طبيعة العلاقة التي تربط التأمل وزيادة الصبر:
-
يقلل التأمل من مشاعر التوتر
يساعد التأمل على تصفية العقل من المشاعر والأفكار السلبية التي تحفّز التوتر والقلق تجاه الحاضر والمستقبل، لذلك يعلّمك ممارسة التأمل بانتظام زيادة تحملك لهذه المشاعر والقدرة على التحكم والسيطرة عليها بشكلٍ سليم مما يجعلك أكثر مرونةً وصبرًا عند التعاطي مع المواقف الصعبة والبسيطة على حدٍ سواء.
-
يزيد التأمل من التسامح تجاه الآخرين
لا شك أن التأمل مهم جدًا في تقبل النفس أولًا وزيادة الثقة بها والشعور بالامتنان لها، لذلك عندما تتسامح مع نفسك يمكنك أن تسامح وتصبر على من حولك فتتقبّل الآخرين كما هم وهذا يساعدك على إنشاء علاقات صحية ومتينة من خلال تطوير جلسات التأمل وزيادة الصبر.
-
يقلل التأمل من الغضب
يمكنك ممارسة تمارين التأمل للتقليل من مشاعر الغضب والإحباط مما يجعلك أكثر صبرًا وأقل انفعالًا في التعامل مع المواقف التي تتطلب التفكير والهدوء.
كيف تقلل من الشعور بفقدان الصبر؟
قد تكون بالفعل عديم أو قليل الصبر في أبسط المواقف، ولكن دعني أساعدك على التخلي عن هذا الشعور بدايةً، فلا تركز أبدًا في التفكير بذلك حتى لا تزيد من الشعور بالتوتر حيال قلة الصبر، على العكس درّب نفسك من خلال جلسات التأمل على استعادة صبرك في كل موقف في حياتك مثلًا في تعاملك مع زملاء العمل من خلال تمارين التنفس المستمر، في طبيعة تناولك للطعام فاهدأ واجلس باسترخاء واستمتع بطعامك وتناوله ببطء وستلاحظ انعكاس قوة الصبر على حياتك تلقائيًّا في جميع المواقف من خلال ردود أفعالك الهادئة والمتزنة.
تمرين تأمل لبناء قوة الصبر
إليك هذا التمرين البسيط لزيادة الإحساس بالصبر والاتزان في النفس وذلك باتباع هذه الخطوات التي تجمع التأمل وزيادة الصبر:
- اجلس مستقيمًا في مكان هادئ ومريح.
- ركّز في كل عضو في جسمك، في الهواء من حولك، في حركة تنفسك.
- احتوي المشاعر التي تتولد لديك ولا تُنكرها أو تقتلها في داخلك في هذه اللحظة، ثم ارجع إلى التركيز في عملية التنفس.
- كن لطيفًا مع نفسك، لأنك قد تشعر بالقليل من الألم الجسدي نتيجة الجلوس بسكون لبضع من الوقت لذا حاول هنا أن تُوجد شكلًا من التوازن بين اللطف مع نفسك والاعتناء بها والصبر على هذا الألم.
- حاول السيطرة على الأفكار في داخلك، سواء أفكار من الماضي أو الحاضر أو المستقبل.
- انقل تركيزك إلى مشاعرك وتقبلها مهما كانت حزن، أو سعادة أو يأس أو قلق.
- تنفّس بعمق مع التركيز على مشاعرك وتحدّث إلى نفسك، فقل مثلًا “أتمنى أن أشعر بالامتنان لكل نعمة في حياتي وأصبح سعيدًا في القادم من حياتي” فهذا يحفّزك على تنمية الشعور بالسعادة والتسامح نحو ذاتك ومع تكرار هذه الجلسات يصبح الأمر معتادًا وأقل جهدًا في كل مرة.