في عالمنا هذا أصبح كل شيءٍ يدور حول التكنولوجيا والإنترنت؛ فهي تدخل في كافة مجالات الحياة من خلال دورها في سرعة الوصول إلى المعلومات والبيانات، ويتوسع انتشارها واستخدامها في جميع أنحاء العالم، لذا سنركز على التكنولوجيا وأثرها السلبي على الصحة النفسية. 

كيف تظهر التكنولوجيا وأثرها السلبي على الصحة النفسية؟

تدخل التكنولوجيا في كافة أشكال حياتنا في الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية وغيرها، وأصبح يستخدمها فئات عمرية متنوعة بدءً من الأطفال إلى الكبار في السن، وهنا تكمن خطورتها على الأطفال في سن مبكرة والمراهقين الذين يُفرطون في استخدامها دون ضوابط وحدود تُذكر. 

تظهر هذه المشكلة من خلال السلوكيات غير السليمة التي يقوم بها مستخدميها باستمرار بشكل تلقائي وتُلاحظ في التنشئة منذ الصغر، إضافةً إلى الإدمان على استخدام الهواتف ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مرضي للكبار والصغار. 

ما هو التأثير السلبي للتكنولوجيا على الصحة النفسية؟

تؤثر التكنولوجيا على مستخدميها بشكل سلبي جسديًّا ونفسيًّا، ويتمثّل هذا التأثير في صور وأشكال مختلفة وهي كالآتي: 

  1. ضعف المهارات الاجتماعية وتحديدًا للأطفال والتي تؤهلهم للانخراط في المجتمع والتعامل مع أقرانهم. 
  2. صعوبة في التركيز والتأثير على التحصيل الدراسي. 
  3. التقلبات المزاجية والشعور بالحزن أو الفرح بشكل مفاجئ. 
  4. الشعور بالقلق والتوتر. 
  5. اضطرابات في النوم. 
  6. ظهور بعض السلوكيات المزعجة تقليدًا لبعض الألعاب الإلكترونية والتأثر بها. 
  7. الإصابة بالاكتئاب والشعور بالعزلة. 
  8. اضطراب إدمان الإنترنت. 
  9. انخفاض النشاط البدني. 

التكنولوجيا وأثرها السلبي على الصحة النفسية لدى أطفال التوحد

تساهم التكنولوجيا في أثر إيجابي مهم في التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد على وجه الخصوص ضمن استراتيجية محددة، وبالرغم من ذلك يوجد تأثير سلبي كبير إذا تُركت الأمور دون شروط ووعي للمخاطر النفسية التي قد تسببها؛ فمثلًا زيادة الوقت المحدد للأطفال للجلوس على الأجهزة الذكية أو الشاشات يعرّضهم لفرصة أعلى لاضطرابات النوم، وذلك لأن المصابين بالتوحد يعانون من نقص في الميلاتونين وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم عملية النوم، فالجلوس أمام الشاشات لوقتٍ طويل يُثبّط عمل هذا الهرمون والذي بدوره يقلل من جودة النوم ويعطّله. 

تكمن مخاطر التكنولوجيا وأثرها السلبي على الصحة النفسية أيضًا من خلال زيادة التعرّض للقلق، والمتمثّل في خطر الإصابة في الوسواس القهري والقلق الاجتماعي بفرص أكبر لأنها تعمل على إضعاف المهارات الاجتماعية وتأخر عملية التحسين والتطوير مثل التواصل البصري ولغة الجسد وغيرها. 

كيفية التقليل من استخدام التكنولوجيا وأثرها على الصحة النفسية

لا يمكن أن ننكر أهمية التكنولوجيا ودورها الكبير في التسهيل غير المحدود في كافة المجالات والقطاعات، كما يصعب علينا اليوم العيش من دونها وإن علمنا جيدًا الآثار السلبية المترتبة على الإفراط في استخدامها، لذا يجب الاتزان والوعي التام بالمخاطر النفسية والعقلية للتكنولوجيا خاصةً على الأطفال والمراهقين لأنهم الأكثر تعلقًا وتقليدًا لما فيها، كما يجب توعيتهم لهذه المخاطر وشرحها لهم. 

يمكن تحديد وقت معين خلال النهار بحيث يناسب عمر الطفل مع مراقبة ما يتابع ويلعب، وتحويل هذا الوقت إلى أثر إيجابي يعود بالنفع عليه، مثلًا مشاهدة فيديوهات تعليمية وترفيهية بقالب تربوي مفيد، التواصل مع أصدقائه والحديث إليهم، إضافةً إلى ذلك إشغالهم عن فكرة التعلّق في الهواتف وذلك بإشراكهم في الأندية الرياضية والنوادي الصيفية الترفيهية وغيرها.