ساعدت التكنولوجيا والتقنيات الحديثة على تسهيل حياة الناس ورفع مستوى المعيشة، ولكنها في المقابل أدت إلى ظهور بعض المشاكل المرتبطة بها، فعلى سبيل المثال تسبب استخدام التكنولوجيا الحديثة بطريقة غير صحيحة إلى ظهور بعض المشاكل المتعلقة بالجانب الاجتماعي والصحة النفسية، فمثلاً انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح التنمر الإلكتروني، فماذا يعني؟ وما هي أنواعه وآثاره؟ وكيف يُمكننا مواجهته؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
تعريف التنمر الإلكتروني
يُشير التنمر الإلكتروني إلى السلوك المقصود لإيذاء الآخرين الذي يحدث عبر الأجهزة الرقمية كالهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر، ويقوم خلاله المُتنمر بالإيذاء المُتكرر للشخص المُستهدف من خلال إحدى المنصات التي يُمكنه استخدامها كمنصات التواصل الاجتماعي، أو رسائل البريد الإلكتروني، أو حتى بعض التطبيقات الأخرى كتطبيقات الألعاب مثلاً، ويشمل هذا التنمر التنمر محاولة تهديد الآخرين أو إخافتهم، وتشويه سمعتهم، ونشر الأكاذيب المُلفقة عنهم، وغير ذلك.
أنواع التنمر الإلكتروني
هناك العديد من الأشكال والأنواع للتنمر الإلكتروني، ومن أهمها ما يأتي:
- نشر الخصوصيات: يتمثل هذا النوع في التعرض لخصوصيات الشخص المُتنمر عليه ومحاولة كشف أسراره الخاصة، ونشر معلوماته دون موافقته كنشر صوره، ورسائله الخاصة، والبيانات الشخصية كعنوان سكنه، وغير ذلك من المعلومات بهدف إحراج هذا الشخص أو استفزازه أو إيذاءه نفسياً.
- الاستبعاد: يعني الاستبعاد إجبار شخص ما على الخروج من مجموعة أو طرده، أو عدم دعوته إلى حدث يضم المقربين أو أصدقائه، أو حتى السخرية منه أو تهميشه لدفعه إلى الخروج من المجموعة.
- المطاردة الإلكترونية: يعتبر هذا النوع من أكثر أنواع التنمر انتشاراً، والذي يشمل العديد من أشكال تتبع الآخرين ومراقبتهم بهدف مهاجمتهم وتهديدهم.
- التنكر وانتحال الشخصية: كما هو واضح من المُسمى يشير هذا النوع إلى محاول إخفاء الشخصية الحقيقة للمُتنمر بهدف إيذاء شخص آخر عبر انتحال شخصيته وعرض محتوى غير لائق لإزعاجه وتشويه سمعته، أو إنشاء حساب وهمي لإيذاء شخص دون أن يتمكن من معرفة هوية المُتنمر.
- التحرش: هو صورة شائعة للتنمر الإلكتروني، والذي يكون مستمراً ومُتعمداً وخطيراً جداً، حيث يشمل تهديدات ورسائل خبيثة وغير لطيفة تجهل المُتنمر عليه تحت الضغط، ويشمل هذا النوع التحرش بالأطفال، والذي يؤثر عليهم بشكل كبير.
- الإهانة المباشرة: يتعلق هذا النوع بالسلوك الهجومي المباشر على المُتنمر عليه باستخدام الألفاظ النابية والمهينة.
- التصيد: هو استفزاز الآخرين عبر شتمهم والتعليقات المزعجة لهم لحملهم على الرد بنفس الأسلوب السيء.
- الخداع: هو محاولة الوصول إلى خصوصية الشخص الآخر والمعلومات الخاصة به أو صوره ووثائقه لنشرها للآخرين وإيذاءه، ويتم ذلك عبر التقرب منه وجعله يثق بالمُتنمر.
آثار التنمر الإلكتروني
يعدّ التنمر الإلكتروني من أخطر أنواع التنمر، حيث لا يمكن ملاحظته عادةً منذ البداية لتداركه، خاصةً بالنسبة للأهل، وللتنمر الإلكتروني العديد من الآثار السلبية التي قد تؤثر بشكل كبيرة على الشخص المُتنمر عليه، ومن أهمها:
- الآثار النفسية والعاطفية: والتي تشمل العديد من المشاكل والأضرار كتدني مستوى تقدير الذات، والشعور بالغضب والإحراج، والخجل، وفقدان الاهتمام والرغبة، كما قد يصل الأمر إلى مستويات أكبر كالاكتئاب والقلق وحتى الأفكار الانتحارية.
- الآثار الجسدية: قد يتسبب هذا النوع من التنمر في العديد من المشاكل والأمراض الجسدية كالصداع، والقلق، والأمراض الجلدية، والمعاناة من آلام المعدة، وآلام الصدر.
وقف التنمر الإلكتروني وعلاجه
تتطلب مواجهة مشكلة التنمر الإلكتروني وعلاجها إلى تكاتف الجهود من كافة أفراد المجتمع، ويشمل ذلك ما يأتي:
- معالجة ومُساندة الشخص المُتنمر عليه وتحفيزه على التواصل مع الأهل أو بعض الجهات المختصة لحل هذه المشكلة، وإخضاعه لبرنامج علاجي لآثار التنمر الإلكتروني.
- معالجة الشخص المُتنمر وفهم أسبابه لمعالجتها، وفرض العقوبة والجزاء عليه في نفس الوقت.
- وضع قوانين لحماية خصوصية الآخرين وعدم التعرض لها سواءً من المنصات المختلفة أو من منظمات المجتمع المدني، أو حتى من الدولة نفسها.
- رفع الوعي تجاه التنمر الإلكتروني وآثاره وكيفية التصدي له ومواجهته.