يتصل الشعور بالقلق بالطبيعة الإنسانية، حيث نشعر مرات ومرات بالقلق خلال اليوم الواحد، لذا سنتدرّب سويًّا على التوقف عن القلق بطرق عملية وواضحة.
طرق عملية للتوقف عن القلق
يعتبر القلق شعوراً طبيعياً كرد فعل تجاه بعض المواقف والأحداث، ولكن يصبح الأمر مقلقًا عندما يستمر ويتطور لاضطراب القلق النفسي والتوتر، وإليك أهم الطرق الصحية التي تساعدك على التوقف عن القلق:
- خصّص بعض الوقت للقلق
لعلك تفكر كيف يمكن أن نخصص وقتًا لممارسة القلق!
يمكن بكل بساطة جدولة بعضًا من الوقت خلال اليوم أو قبل النوم مثلًا 20 دقيقة لممارسة القلق فقط وتحديد أسبابه، ومعرفة جذوره في النفس ومعالجة أفكارك المقلقة؛ وهذا الوقت سيساعدك حتمًا على التحكم في مخاوفك بشكل أفضل، وتصفية عقلك بشكل منتظم من كل فكرة مزعجة منعًا لتراكمها واجترار الأفكار الأكثر سوءً وقلقًا، وستلاحظ عزيزي مع تكرار هذه الآلية كل يوم بيومه بأنك تُحرر نفسك من أي مشاعر قلق تتراكم في داخلك، واستغلال الوقت في التركيز على أفكار أخرى جيدة تكون أكثر إيجابية وإنتاجية لمصلحتك دائمًا.
-
اكتب ما يقلقك
يعتبر تدوين الملاحظات المقلقة من الطرق اللطيفة في المساعدة على التوقف عن القلق أولًا بأول، إذ يمكن كتابة الأفكار المزعجة التي تدور في عقلك خلال يومك في مدونتك الخاصة أو على هاتفك الذكي، ثم مراجعتها وتحليلها في الوقت المخصص للقلق فقط والاستمتاع بكل ما تشعر وتُنجز في الأوقات الأخرى.
-
غيّر نمط تفكيرك
تُعد مشاعر القلق من المشاعر السلبية التي تستوطن في النفس إذا لم يتم الانتباه إليها ومعالجتها منذ البداية، لكي لا تتراكم وتتطور إلى اضطراب نفسي مزمن وتتسبب في أعراض نفسية وجسدية مزعجة مثل ارتفاع في نبضات القلب، والتعرّق، والارتجاف وغير ذلك، لذلك يعتمد القلق اعتمادًا كبيرًا على نمط التفكير الذي تتبعه في حياتك.
تذكّر عزيزي أن الفكرة السيئة تجذب فكرة أسوأ، لذا يجب تغيير نمط التفكير السلبي واستبداله بآخر إيجابي وجيد لمصلحتك أولًا، وأنصحك هنا بمعرفة كم مرة يتراود القلق إلى نفسك وعقلك في اليوم، ثم اسأل نفسك هل هذه الأفكار المقلقة واقعية حقًا وملموسة أم هي أوهام لا وجود لها وخوف من المستقبل البعيد، بعد ذلك يمكنك استبدال هذه الأفكار سواء كنت محقًا بالقلق منها أم لا بأفكار مشرقة ومنتجة أكثر، وستلاحظ مع مرور الوقت زيادة تركيزك على الأفكار الإيجابية بشكل أوضح، وتفاءل دومًا لأن مشاعر القلق المفرط لا تُفيدك إطلاقًا.
-
شارك قلقك
مشاركة مشاعر القلق مع صديقك المقرب أو عائلتك يمكن أن يساهم في معرفة أسبابه والتخفيف من أعراضه، وهذا يساعد على تقديم الدعم النفسي والراحة التي تريد، كما يمكن أن تجد النصيحة التي تُحسّن من طريقة التفكير وتُرشدك إلى دليل الحياة الممتعة بعيدًا عن القلق والتوتر، ويجب التنويه إلى ضرورة مراجعة مختص نفسي إذا كانت الحالة تستدعي ذلك ومشاركته مخاوفك؛ فهذا يساهم إلى حدٍ كبير في علاجه والتوقف عن القلق كليًّا.
-
مارس التأمل
تعتبر تمارين التأمل واليقظة الذهنية مثل تمارين التنفس العميق واليوجا من الطرق الفعّالة للمساعدة على التوقف عن القلق؛ لأنها تقوم على تحفيز الشعور بالاسترخاء والسلام والتخفيف من مشاعر القلق النفسي والتوتر وتعزيز الشعور بتقدير الذات والامتنان لكل شعور وفعل أقوم به، حيث يعتمد التأمل على تقبّل هذه المشاعر وعدم رفضها وتغيير طريقة التفكير التي تعتمد على السلبية، ومن التطبيقات الجيدة التي تدعم وتعزّز الصحة النفسية والعقلية تطبيق توازن الرائع، فأنصحك بتحميله والاستمتاع بكل ما فيه من صوتيات مريحة وفوائد كبيرة.
-
تدرّب على مهارة الحزم والالتزام
يعتبر التسويف والمماطلة من أحد الأسباب المهمة التي تستدعي مشاعر القلق في النفس، فبدلًا من إنجاز المهمات والواجبات المطلوبة تبدأ الأفكار المقلقة بزيارة عقلك والتركيز على المخاوف وتضييع الوقت بلا فائدة تُذكر مما يزيد من هذا القلق غير المبرر، لذا أنصحك هنا بوضع قائمة بالمهام اليومية التي يجب القيام بها وحذفها عند إنجازها واحدة تلو الأخرى، وتدرّب على تنفيذها كاملةً وفي وقتها لكي تعزز مهارة الانضباط والحزم في العمل وتعظيم الشعور بالإنجاز والإنتاج في نفسك.
-
اتبع العصف الذهني
يمكن اتباع العصف الذهني لإيجاد الحلول الممكنة للتقليل من مشاعر القلق، مثلًا إذا كان القلق ناتج عن مشكلة معين قابل للحل يمكن الجلوس بهدوء والتفكير في كافة الحلول، واختيار الحل المتوفر ضمن ظروفك ولا يُشترط الوصول إلى الحل الأمثل فلا تبحث في الحلول التي تكون خارج قدرتك واستطاعتك، ثم قم بتقييم اختياراتك واكتب خطة عمل دقيقة وخطوات تنفيذية واضحة لهذه المشكلة؛ فهذا يساهم في التقليل من القلق بشكل كبير.