نمتلك جميعنا صوتًا داخليًا عميقًا يُحفزنا على تحقيق الأهداف والطموحات، ومع ذلك قد يكون هذا الصوت ذاته يثبطنا ويحد من عزيمتنا، ليدخل في عالم السلبية المفرطة والمحبطة، هذا تمامًا ما يفعله الحديث السلبي مع النفس، فما هو؟ وما هي أهم أشكاله؟ وطرق التخلص منه؟
الحديث السلبي مع النفس
يُعرف الحديث الذاتي مع النفس على أنه حوار دخلي يقوم به الإنسان مع ذاته، ليبرمج عقله بشكل سلبي، ويهز ثقته بذاته، ويُقلل من مستوى قدرته على القيام بأشياء معينة قد يسهل القيام بها في غالب الأحيان، مؤديا ذلك بالإنسان إلى مراحل خطرة في تدمير الذات، جراء الضغوطات التي يخلقها نتيجة هذا الحوار والتي قد تؤثر أيضًا على علاقاته مع الآخرين والمجتمع بشكل عام.
أشكال الحديث السلبي مع الذات
إنّ الحديث السلبي من الأمور الطبيعية التي يتكرر حدوثها مع الإنسان، ولكن وحالما يُصبح هذا الحوار طريقة أساسية ودائمة في الحديث مع النفس، فإنّ ذلك إشارة واضحة على خطورة الأمر، وتتضمن بعض أمثلة الحديث السلبي الآتي:
- لا يجب أن أحاول، لا يُمكنني فعل ذلك بشكل صحيح.
- يجب أن أبقى وحيدًا فلا يوجد من يُحبني.
- أنا أكره ذاتي، فليس لدي شيء جيد.
- أنا غبي جدًا.
- أنا سيئ ولا أجيد العمل.
- أعتقد أنني سئ في الرياضيات، فقد حصلت على علامة منخفضة جدًا.
عواقب الحديث الذاتي السلبي
إنّ عواقب الحديث السلبي مع النفس وخيمة، نذكر أهمها:
- زيادة الشعور بالعجز، وانخفاض الحافز والدافع.
- زيادة مشاعر القلق والتوتر.
- قلة التركيز على الأمور الإيجابية، مما يعني فقدان العديد من الفرص.
- التفكير بمحدودية فكلما حاور الإنسان ذاته بافتقار قدرته على إنجاز المهمات كلما كان ذلك أكثر تصديقًا بالنسبة له.
- الإصابة بالاكتئاب.
- كثرة اللوم والعتاب تزيد من خطورة الإصابة بالعديد من المشاكل العقلية.
- الوحدة والعزلة الاجتماعية.
كيفية تقليل الحديث الذاتي السلبي
هنالك العديد من الاستراتيجيات لتقليل الحديث السبي مع النفس، إذ يُمكن تجربتها وتحديد الأكثر فعالية بالنسبة لكل شخص على حدة، وهي:
- راقب ذاتك: طوّر من قدرة ملاحظتك، وراقب نفسك حتى تتمكن من البدء في التوقف عندما يبدأ حديثك مع ذاتك بشكل سلبي.
- تذكر أنّ الأفكار والمشاعر ليست دائمًا حقيقة: فالأفكار والمشاعر ليست معلومات دقيقة، وقد تكون عُرضة للتأثيرات الخارجية والحالة المزاجية.
- احتوي سلبيتك: من خلال احتواء الضرر والسماح للحديث السلبي لانتقاد بعض أمور في الحياة، كما يُمكن أن يكون الحديث سلبيًا لمدة معينة، فهذا يضع حدًا لمقدار السلبية التي تُعاني منها.
- افحص ناقدك الداخلي: غالبًا ما يمر الحديث السلبي مع الذات بشكل سلمي، فمن الأفضل أن تسأل نفسك عن مدى صحة هذا الحديث السلبي، فغالبًا هذا النوع من الحديث هو مبالغة كبيرة.
- غير وجهة نظرك: فانظر إلى حديثك السلبي ومشاكلك من مسافة بعيدة، وانظر للأشياء على المدى الطويل، على سبيل المثال قد تسأل نفسك ما إن كان هذا الحديث قد يزعجك خلال خمس سنوات لاحقة أو حتى لسنة واحدة.
- استبدل الأفكار السلبية بالإيجابية: هذه من أفضل الطرق للحد من هذه المشكلة، تناول فكرة سلبية وغيرها إلى فكرة مشجعة ودقيقة أيضًا.