بعد أن أصبحت الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب وغيرها من وسائل التكنولوجيا جزءا أساسيا في حياتنا، لا بد أننا نستطيع أن نلمس أن الحياة أسهل مع التكنولوجيا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هذه السهولة جلبت معها مزيدا من السعادة للحياة أم انتزعتها منها؟ وفي هذا المقال سنتعرف على الإجابة عن ذلك.

عوامل تجعل الحياة أسهل مع التكنولوجيا

تتضمن أبرز التسهيلات التي أدى إليها دخول التكنولوجيا حياتنا الآتي:

  • التمكين من التواصل مع الآخرين في شتى أنحاء العالم بسهولة ويسر.
  • إتاحة الفرصة للاطلاع على أحدث المعلومات عن المجالات المختلفة، سواء أكانت علمية أم إخبارية أم غير ذينك.
  • فتح المجال للالتحاق بدورات التعلم عن بعد والتعلم الذاتي.
  • إمكان العمل عن بعد وفي دول مختلفة دون حاجة للسفر.
  • توفير طرق الدفع وتحويل الأموال بسهولة.

علاقة السعادة بالتكنولوجيا

لا يخفى علينا أن الحياة أسهل مع التكنولوجيا، لكن هل التكنولوجيا تعزز السعادة أم تسلبها من الحياة؟ لا يمكن الإجابة عن ذلك بكلمة أو كلمتين، فالتكنولوجيا حالها كحال أي شيء آخر لها جوانب إيجابية وأخرى سلبية، ويعتمد تحقيق هذه الجوانب على كيفية استخدام الفرد لها. وإليك هذه الجوانب التي توضح أن التكنولوجيا تجعل حياتنا أسعد:

  • ممارسة النشاطات التي تجلب السعادة

ولعل التواصل مع الأصدقاء بالرسائل النصية في وسائل التواصل الاجتماعي والتعبير عن الذات في المجموعات التي تنشأ في تلك الوسائل من أبرز هذه الأساليب. 

  • تعلم عادات حسنة والتمكن من تطبيقها

وتعد ممارسة التأمل من أبرز هذه العادات، ويشار إلى أن التكنولوجيا سهلت ممارسة التأمل، ومن المعروف أن للتأمل تأثير جالب للسعادة، إذ أصبح بالإمكان ممارسته في تطبيقات الهواتف الذكية دون حاجة إلى الذهاب إلى المراكز الخاصة. وننصحك هنا بتحميل تطبيق توازن والاستفادة مما يحتوي عليه من بودكاست وتأملات، فضلا عن معلومات وافية عن أنواع التأمل المختلفة.

  • تطوير الذات

لا شك بأن تطوير الذات وتعلم المهارات الجديدة يعطي شعورا بالسعادة والرضا عن الذات، وحسبما أشرنا إليه أعلاه، فالتكنولوجيا سهلت ذلك بتوفير إمكان التعلم عن بعد، فضلا عن إتاحة المعلومات وآخر المستجدات بشأن العلوم المختلفة.

أما الجانب الآخر للتكنولوجيا، فهو يظهر جليا لمن يسيء استخدامها، إذ إن الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في العلاقات يؤدي إلى انفصال الفرد عن محيطه العائلي، وهذا يؤدي بدوره إلى سلب الشعور بالسعادة الناجم عن العلاقة بين أفراد العائلة. وقد أجريت تجربة بهدف معرفة تأثير الهواتف الذكية في السعادة، إذ انقسم المشاركون فيها إلى مجموعة يحمل أفرادها الهواتف الذكية وأخرى لا يحملونها، وطلب من المجموعتين الذهاب إلى مكان يجهلون طريق الوصول إليه.

وكانت النتيجة أن أفراد المجموعة التي تحمل الهواتف الذكية وصلوا بسهولة أكبر، غير أن مستويات الشعور بالسعادة كانت أعلى لدى من لم يحملوا تلك الهواتف، والسبب وراء ذلك هو أنهم استعانوا بالمارّة لمعرفة الطريق، مما جلب شعورا بالتفاعل مع الآخرين، وذلك بدوره جلب الشعور بالسعادة.