إنّ الضغط النفسي من الأهل ما هو إلّا حُسن نية لإنتاج أطفال سعداء وناجحين، ونسخة أفضل من الأهل، ولكن ذلك يُعيق أحيانًا احترام الطفل لذاته، نظرًا لاختلاف مفهوم السعادة والنجاح ما بين الأهل والأطفال، فتابعوا معنا قراءة هذا المقال من توازن لتتعرفوا على ماهية الضغط النفسي من الأهل، وأسبابه وتأثيراته على الطفل. 

الضغط النفسي من الأهل

الطفل هو شخص بحد ذاته، فهو ليس امتدادًا أو انعكاسًا للوالدين، وهذا ما يُغيّبه معظم الأهل، فقد يدفع الوالدان المرور ببعض التجارب إلى الضغط على الطفل لاتخاذ قرارات معينة، لا سيما عندما يُكافح الطفل للوصول إلى شيء ما أو عندما يتعلق الأمر بقراراته المصيرية أو اختيار أصدقائه.

حيثُ يشعر الأهل أنّ اختياراتهم لهذه الأمور ستجعل حياة الطفل أكثر سلاسة، ومهما كانت الدوافع فإنّ الضغط النفسي من الأهل على الطفل قد يدمر صحته ويضر بعلاقته مع الأهل والآخرين، وغالبًا ما يلجأ الأهل في ممارسة هذه السلطة الأبوية بدلًا من علاج  المشكلة بحد ذاتها مع الطفل.

أضرار الضغط النفسي على الطفل

يُمكن أن يُسبب الضغط النفسي من الأهل عواقب وخيمة تؤثر على صحة الطفل الجسدية والعقلية والعاطفية، فيما يلي أهمّ النتائج المترتبة على ذلك:

  • ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض العقلية: إذ أنّ الطفل الذي يشعر بالضغط المستمر يشعر أيضًا بالقلق والتوتر، مما يزيد ذلك من خطورة الإصابة بالاكتئاب وغيرها من الأمراض التي تؤثر على الصحة العقلية.
  • زيادة احتمالية الغش والكذب: عندما يكون تركيز الأهل على التحصيل العلمي والإنجاز بدلًا من التعلم بحد ذاته، يبدأ الطفل بسلوك طرق غير صحيحة لإشباع رغبة والدية، كالغش والكذب، مما يُنمي بداخله مفاهيم خاطئة تنمو معه بمرور الزمن.
  • رفض المشاركة: عندما يؤمن الطفل بأنّه الأفضل على الدوام، تُصيبه مشاعر الإحباط والوحدة عندما لا تُساعده قدرته على إنجاز شيء قد لا يكون الأفضل فيه، فقد يترك هوايته المفضلة مثل العزف أو لعب كرة القدم عندما يشعر أنّه ليس الأفضل، وبذلك لن تسمح له الفرصة من تطوير ذاته وصقل مهاراته.
  • مشاكل في احترام الذات: قد يُسبب دفع الأبوين المستمر لتفوق أطفالهم إلى الإضرار بتقديرهم لذاتهم، حيثُ يشعر الطفل بأنه ليس جيداً بما فيه الكفاية لإنجاز أو إتمام مهمة ما، وقد يشعر أنّه يفتقر لأدنى قدره لإنجاز هذه المهمة مهما كانت سهلة أو بسيطة.
  • الحرمان من النوم: يشعر الأطفال الذين يواجهون ضغوطات مستمرة من الأهل لا سيما في التحصيل العلمي بصعوبة في النوم، والأرق المستمر.

علاج الضغط النفسي للأطفال

يمكن نقل خبرة الآباء للأبناء، وإعطائهم النصائح والمشورة دون ممارسة الضغط النفسي من الأهل، وذلك باتباع هذه الاستراتيجيات التالية:

  • التركيز على العملية وليس على النتيجة، من خلال تشجيع الطفل لبذل قصارى جهده أثناء العملية للحصول على نتيجة مرضية.
  • عند الشعور بشدة الضغط على الأبناء، يجب طرح عدّة أسئلة على الذات، منها ما هي أهمية أداء الطفل لواجباته؟ أو ما هي أهمية درجاته في الاختبار؟ أو ما هي أهمية النجاح بالنسبة لك؟ ثمّ يُمكن بعد ذلك شرح هذه الأمور لطفلك بكل بساطة، فقد تكون أسبابك منطقية وواضحة وتصبح العامل المحفز للطفل.
  • اترك مساحة لطفلك كي يتحدث ويعبر عن آرائه وأفكاره، واستمع له جيدًا وضع مشاعرك وحكمك جانبًا أثناء ذلك، فهذه الخطوة تُشجع الطفل بدلًا من أن تُسبب له خيبة أمل من شيء قد يخاف البوح لك به.