دائمًا يصعب كسر العادات لا سيما السلبية منها كالتدخين لمدة سنوات أو طريقة تفكير متشائمة، فعندما تكون جميع الأفكار أو الأعمال التي نقوم بها أو نفكر فيها هي طبيعية مختلفة عن ذاتنا، هي أنا أخرى، نتطلب وقتًا وجهدًا لترك هذه العادة والانتقال إلى طريق صحيح صحي، والسؤال هو لماذا تعود العادات القديمة حول الأصدقاء القدامى؟

لماذا نعود إلى العادات القديمة حول الأصدقاء القدامى؟

لماذا بعد أشهر أو حتى سنوات من العمل والجهد والتعب للتخلي عن عادة ما، سرعان ما يُغرينا طريق العودة لممارسة هذه العادات القديمة حول الأصدقاء القدامى عند وجودنا جوارهم أو حتى عند الاجتماع العائلي، من المحبط معرفة المعلومة الأكيدة بسهولة العودة إلى العادات القديمة عند التواجد مع الأصدقاء القدامى، فتواجدك معهم وذكرياتك المرتبطة فيهم بمثابة حافز للعودة لعادة قديمة، لا سيما وأنك تشعر براحة ليس لها مثيل عند ذلك.

العادة عملية محفورة بين مسارات الدماغ العصبية، وقد تتطور هذه العادات كسلوكيات معتادة بناءً على عدّة أمور كالبيئة المحيطة، والشعور بالتوتر، أو الراحة، فإذا كان للإنسان إستجابة سلوكية، فالعادة عادة ما تكون استجابة روتينية غير واعية، مثل العودة إلى المنزل لزيارة الوالدين أو الأصدقاء.

وعلى صعيد آخر، فإنّ البقاء برفقة الأصدقاء هو دافع كبير للرجوع إلى عادة قديمة قد جُربت في الماضي، ولمجرد التفكير في تغيير هذه العادة، يبدأ الخوف والشعور بالقلق والتوتر بالتسلل بقبول أو عدم قبول هذا التغير، الذي أثبت قدرتنا من الإقلاع عن هذه العادات القديمة، لذا فإنّ القوة المركزية التي تجذبنا نحو الرغبة بالإنتماء أقوى من القدرة على تغيير هذه العادات القديمة.

تغيير العادات القديمة حول الأصدقاء القدامى

بالطبع ليس من المعقول الاستغناء عن الأصدقاء القدامى للإقلاع عن عادات قديمة، إذ يُمكن تغيير العادات القديمة حول الأصدقاء القدامى، من خلال التواجد معهم والشعور بالإنتماء دون ممارسة عادات غير صحية، وذلك من خلال الوعي الذاتي والإدراك بأنك يُمكن أن تستمتع وتقضي وقتًا سعيدًا مع الأصدقاء دون أن تكون نسخة طبق الأصل عن ذاتك في الماضي، والتركيز على الأنا الحالية وسلوكياتها المضبوطة.

ويُمكن التدرب على الظروف التي قد تُغريك بالعودة لممارسة عادة قديمة وأنت جوار الأصدقاء، لا سيما وعندما يلاحظ أصدقاؤك رد فعلك تجاه هذه العادة، كأن تتدرب على بعض الردود أمام المرآة، كما يجب أن تُحدد دوافعك ومحفزاتك تجاه هذه العادات، لمعرفة طريقة تفكيرك وعواطفك وسلوكياتك وأنت خارج الموقف، حيثُ يُمكنك استبدال هذه العادة غير الصحية بأخرى، بطريقة حيادية تؤدي إلى انخفاض المحفزات العاطفية.

التأمل وعلاقته بتغيير العادات القديمة

لممارسة التأمل دور كبير في الإقلاع عن العادات القديمة، حيثُ تُتيح جلسات التأمل تدريب النفس على مهارات لازمة في التعامل مع المواقف الصعبة التي تُسبب التوتر والقلق كتطوير الوعي الذاتي والتركيز، جنبًا إلى جنب في إكساب الذات القدرة على السيطرة على النفس والهدوء والاسترخاء، وهذا يضمن تنشيط الجزء الواعي من الدماغ عند التواجد مع الأصدقاء أو العائلة، مما يُؤثر على ترك هذه العادة لوجود الدافع الداخلي لذلك، والتخلي عنها والتأقلم مع هذه البيئة بطريقة جديدة دون التأثر بالأصدقاء.