ترتبط العديد من الاضطرابات والمشاكل النفسية ببعضها البعض، فمن الشائع جداً أن يعاني المريض من مشكلة نفسية مثل القلق والوسواس القهري، فما هو القلق؟ وما هو الوسواس القهري، وما هي أسباب هذه الاضطرابات؟ في هذا المقال سنجيب عن هذه الأسئلة، ونتعرف إلى هذين الاضطرابين عن قرب.

القلق

يُعرف القلق على أنه استجابة الجسم الطبيعية للتوتر، وهو شعور بالخوف تجاه أمر ما أو حدث مستقبلي كالانتقال إلى مكان جديد أو الخضوع للاختبارات، ولكن إذا كانت مشاعر القلق شديدة، واستمرت لمدة تزيد عن ستة أشهر، وأثرت على ممارسة أنشطة الحياة الروتينية فعندها يمكن تسمية ذلك باضطراب القلق.

على عكس القلق الطبيعي الذي قد يكون حافزاً للإنسان للعمل بجدية أكبر والقيام بعمل أفضل فإنّ اضطراب القلق يتسبب في حالة من الإرباك للشخص المصاب، حيث يكون الشعور بالخوف ومشاعر عدم الراحة مستمراً طوال الوقت بصورة شديدة ومنهكة في بعض الأحيان، وقد يتسبب ذلك في توقف المريض عن فعل الأشياء التي يستمتع بها في العادة، وفي الحالات القصوى قد يمنع القلق المريض من دخول المصعد أو عبور الشارع أو حتى مغادرة المنزل، وفي حال ترك دون علاج فسوف يستمر القلق في التفاقم.

إنّ اضطرابات القلق هي الشكل الأكثر شيوعًا للاضطراب النفسية، والتي يمكن أن تصيب أي شخص في أي عمر، ووفقًا لجمعية الطب النفسي الأمريكية فإن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة باضطراب القلق.

الوسواس القهري

اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو أحد الاضطرابات النفسية التي يُعاني فيها المريض من أفكار أو أحاسيس (هواجس) متكررة وغير مرغوب بها تجعله يشعر بأنه مجبر على فعل شيء ما بشكل متكرر أو التفكير بأمر ما دون انقطاع، مما يؤثر بالتالي على أداء الأنشطة اليومية، ويتسبب في تداخل السلوكيات الوسواسية المتكررة مع هذه الأنشطة، ومن هذه السلوكيات غسل اليدين أو تفحص الأشياء أو عمليات التنظيف وغيرها.

يتطلب تشخيص الوسواس القهري وجود وساوس أو أفكار إجبارية أو كليهما، والتي تستغرق وقتًا طويلاً (أكثر من ساعة في اليوم)، وتسبب بانزعاج كبير للمريض وتضعف عمله أو الأداء الاجتماعي الخاص به، ويؤثر الوسواس القهري بين البالغين على النساء أكثر بقليل من الرجال، وغالبًا ما يبدأ الوسواس القهري في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو البلوغ المبكر.

 

أسباب القلق والوسواس القهري

من أهم أسباب القلق والوسواس القهري ما يأتي:

  • الوراثة: يمكن للجينات أن تكون سبباً في وجود قابلية للمريض للإصابة باضطرابات القلق والوسواس القهري.
  • التغيرات البيولوجية: قد تتسبب التغيرات البيولوجية في أجهزة الجسم، مثل التغييرات في الخلايا الدماغية التي قد تؤثر على الأداء العام للدماغ في تحفيز الإصابة بمثل هذه الاضطرابات.
  • التغيرات الكيميائية: تشكّل التغيرات الكيميائية التي تحدث في طبيعة السيالات العصبية وأدوارها وكيفية انتقالها بين خلايا الدماغ سبباً رئيساً لاضطرابات القلق والوسواس القهري.
  • نقص السيروتونين: وهو أحد الهرمونات الرئيسية التي لها دور في الشعور بالسعادة والاسترخاء.
  • الظروف الشخصية: من الممكن أن تلعب الظروف الشخصية كالتوتر، والضغط النفسي، والعيش في نمط حياة مشحون في التسبب باضطرابات القلق والوسواس القهري.