عندما نتعرض إلى صدمة ما أو نقع تحت ضغط نفسي مفرط، فإن عامل الوقت يؤدي دورا مهما في الشفاء من آثاره، وذلك يؤكد لنا أن الوقت يداوي الجروح بالفعل. ويعتمد الوقت اللازم لمداواة الجروح، لا سيما النفسية منها، على شدة الصدمة وقدرة الفرد على التكيف والتعافي النفسي، فضلا عن التزامه بالأساليب التي تسهل حدوث ذلك التعافي.
ما التعافي النفسي؟
من المعروف أن الوقت يداوي الجروح ويساعد في حدوث التعافي النفسي، ويمكننا تعريف التعافي النفسي بأنه عملية يحدث خلالها تقبل الواقع بما فيه من صدمات وما لها من تأثير مؤذٍ في الصحة النفسية، أي أنه القدرة على تحمل ضغوط الحياة المختلفة والتكيف معها، وحينئذ يزول تأثير الآلام النفسية الناجمة عن تلك الضغوط.
ما مراحل حدوث المداواة؟
تمر مداواة الجروح بمراحل مختلفة، وكل مرحلة منها تستغرق وقتا معينا، وهذا يؤكد لنا أن الوقت يداوي الجروح بالفعل. وتنقسم هذه المراحل إلى الآتي:
- الاستسلام لمبدأ وجود المعاناة: يزيد تجاهل الألم والمشاعر السلبية من شدة المعاناة، في حين أن الاعتراف به والاستسلام لمبدأ وجوده يعد خطوة مهمة من أجل حدوث التعافي.
- زيادة الوعي بالمشاعر: عند إدراك المشاعر السلبية وما فيها من ألم نفسي والاستسلام لمبدأ وجودها، يصبح الفرد أقدر على مواجهتها وإيجاد الحلول للتغلب عليها.
- مواجهة الألم: يؤدي الهروب من الاعتراف بالمشكلة وما تؤدي إليه من ألم إلى زيادتها سوءا، ويعد الاعتراف بالمشكلة ومواجهتها من أبرز مراحل التعافي النفسي، وهي تبدأ بعد زيادة الوعي بها.
- التعبير عن المعاناة: بعد مواجهة المشكلة والاعتراف بها، تأتي مرحلة التعبير عما تتصاحب معه من معاناة نفسية، وقد يكون ذلك على سبيل المثال بالبكاء أو الصراخ.
- التقبل: وهي تعد المرحلة الأخيرة والأهم من مراحل المداواة والتعافي النفسي، إذ تفقد المعاناة النفسية سيطرتها على مشاعر الفرد وتفكيره وحياته.
كيف يمكنني تسريع المداواة؟
الوقت وحده لا يكفي لمداواة الجروح، إذ توجد بعض الأساليب التي تساعد في مداواتها وتقلل المدة اللازمة لتحقيق ذلك، منها الأساليب الآتية:
- ممارسة التأمل: تعد ممارسة التأمل، لا سيما تأمل اليقظة الذهنية (Mindfulness)، من أهم الأساليب التي تسهم في جلب التعافي النفسي، إذ إنها تساعد في عيش اللحظة الحالية وعدم البقاء في دوامة العيش في الماضي واجترار المعاناة. وننصحك هنا بتحميل تطبيق توازن للتعرف على كل ما يهمك من معلومات عن أنواع التأمل المختلفة والاستفادة مما به من تأملات وبودكاست عديدة.
- طلب المساعدة: لا تتردد في طلب المساعدة ممن حولك، فتحدث إلى أفراد عائلتك وأصدقائك عما يجول في ذهنك ويزعجك، فاستماعهم إليك واهتمامهم بك سيعطيك دعما نفسيا يساعدك في التعافي.
- العلاج النفسي: تتطلب بعض أنواع المعاناة النفسية التدخل العلاجي، وذلك بهدف تسهيل حدوث التعافي النفسي بالسرعة المناسبة للفرد ومساعدته في تحقيق هذا التعافي.