كيف تؤثر الأحداث المهمة في حياتنا على مشاعرنا لفترة طويلة؟ سؤال حيّر علماء النفس والأعصاب، إذ تتعدد النظريات التي تُفسر ذلك، فالذاكرة شيفرة ربانية يصعب فكّها، فتابعوا معنا قراءة هذا المقال من توازن لتتعرفوا على الإجابة.

كيف تؤثر الأحداث المهمة في حياتنا على مشاعرنا لفترة طويلة؟

سؤال تطرحه على ذاتك أحيانًا لا سيما عندما تتصاعد وتيرة صدمات الحياة وتتفاوت في وقعها، في البارحة كنت قلقًا واليوم أصبحت مطمئنًا مرتاح البال، جراء تغير الوظيفة أو تحقيق الهدف أو ملاقاة الشريك، جميع هذه الأحداث، تخلق تجارب نفسية معقدة، وجميعها مرتبطة بمشاعر مختلفة ترتبط بالذاكرة، وقد أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات ذلك.

علاوة على ذلك، فإنّ العواطف التي تقترن بتلك الأحداث المهمة تلعب دورًا كبيرًا في تخزينها ضمن ذاكرة الإنسان، وبقائها لأطول مدة ممكنة، مما يجعل الإنسان يشعر بذات المشاعر حتى بعد مرور فترة من الحدث.

فالمواقف المشحونة عاطفي تقود العقل إلى خلق ذكريات ومشاعر تدوم لمدة طويلة، حيث أشارت سلسلة من الدراسات أنّ العواطف تلعب دورًا كبيرًا في تذكر الأحداث المهمة، والمعلومات، والقدرة على استدعاء التجارب في وقت لاحق، حيثُ أنّ الحالة الانفعالية في الوقت الذي نعيش فيه الحدث يُمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على ترميز معلومات هذا الحدث في الذاكرة قصيرة الأمد وحتى طويلة الأمد.

لماذا تؤثر الأحداث المهمة على الذاكرة؟

كيف تؤثر الأحداث المهمة في حياتنا على مشاعرنا لفترة طويلة؟ ذلك لارتباطها بالعواطف، حيثُ أنّ العقل يُركز على المحفزات العاطفية أثناء وقوع الأحداث لا سيما الهامة منها، وعلى الرغم من ذلك فعند تحويل الانتباه من موضوع إلى آخر أو تجربة إلى أخرى قد تحدث ظاهرة تُدعى باسم وميض الانتباه، والتي تحد من التركيز المطلق على المحفزات الأخرى المتواجدة في قلب الحدث، ونتيجة لذلك قد تتذكر حدثًا أقل جودة في حال كنت تركز على شيء آخر قبل هذا الحدث مباشرة.

كما أن حالتك العاطفية في وقت الحدث تحدد ما إن سيتم تخزين هذا الحدث وتذكره في وقت لاحق أم لا، فإن كانت هذه المشاعر جياشة ومفعمة بالطاقة الإيجابية فحتمًا سيترك بصمة في الذاكرة يسهل تذكرها بعد فترة طويلة من الوقت.

الأحداث المهمة في حياتنا وعلاقتها بالمشاعر على الأمد الطويل

بأنّ محطات السعادة غالبا ما تكون متشابهة عند المعظم، إذ أنّ الأحداث التي يمر بها الإنسان كالزواج، والولادة، والمكاسب المالية، تحمل لحظات سعادة آنية، وهذه الشرارات من السعادة آخذة في الزوال مع مرور الوقت، ولكن وميضها ينحفر في الذاكرة.

ففي معظم الأحيان تبتسم وتنتابك مشاعر الفرح والسرور عند مشاهدة صور حفل زفافك، حيثُ ترحل معك المشاعر بعيدًا إلى ذلك الزمن الذي يربطك بعاطفة الحدث آنذاك، وعلى جانب آخر فإنّ العديد من الأشياء والمواقف التي تم الحديث عنها باعتبارها مرهقة مصحوبة بالعواطف الآنية التي تُقلق المشاعر، فإنّها مرتبطة بالذاكرة لمدة زمنية قصيرة جدًا ولن يتم تذكرها في المستقبل البعيد.