هل تساءلت يومًا لماذا تشعر بالخوف؟ وما هو تأثير الخوف على الجسم؟ دعنا نتعرّف على إجابات لهذه التساؤلات ونتعمّق أكثر في ماهية مشاعر الخوف وكيف تنشأ. 

كيمياء الخوف

تشعر بالخوف عندما تتوقع الأذى أو الخطر من شيءٍ ما، أو نتيجة التعرّض لموقفٍ معين يستدعي هذه المشاعر، وهذا بدوره يحفّز إرسال إشارة إلى الدماغ للتحذير من اقتراب الخطر وبذلك يتشكل شعور الخوف لديك عن طريق إحدى الحواس (السمع، البصر، اللمس، أو الشم)، عندها ترسل الأعصاب المرتبطة بهذه الحاسة إشارة إلى منطقة في الدماغ تدعى المهاد ( بالإنجليزية: Thalamus) لتنتقل مرةً أخرى إلى منطقة يطلق عليها “اللوزة الدماغية” (بالإنجليزية: Amygdala)، والتي تقوم بدورها بإفراز نواقل عصبية تتكون من مواد كيميائية تدعى “Glutamate”. 

ترسل هذه النواقل إشارة إلى منطقتين مختلفتين في الدماغ تعرف الأولى بمنطقة السنجابية المحيطة بالمسال (بالإنجليزية: periaqueductal Gray) وهي المسؤولة عن حالة التجمد أو الانقطاع عن الحركة وأحيانًا القفز التي تصيبك عند الخوف، حيث تعتبر هذه الانفعالات أوتوماتيكية يصعب السيطرة عليها، أما المنطقة الثانية تعرف بتحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) والتي تثير الجهاز العصبي الذاتي وهو المسؤول عن تجهيز الجسم لإحدى الغريزتين الهروب أو القتال، وذلك بإرسال إشارة إلى الغدتين الكظريتين واللتين تفرزان هرموني الأدرينالين والكورتيزول مما يسبب ارتفاعاً في نبضات القلب وضغط الدم وغير ذلك من أعراض الشعور بالخوف. 

ما هو تأثير الخوف على الجسم؟

يترافق مع الشعور بالخوف تغيرات فسيولوجية تلقائية؛ فمثلًا يزداد معدل ضربات القلب وكذلك سرعة في التنفس وفي بعض الأحيان يؤدي الخوف إلى ضيق في النفس، كما تتوسع الأوعية الدموية المركزية ليتم غمر الأعضاء الحيوية بالأكسجين وضخ الدم إلى العضلات لتثبت جاهزيتها للتفاعل مع هذه المشاعر، ويعتبر انتصاب الشعر ووقوفه شعرة شعرة بشكل واضح من تأثير الخوف على الجسم. 

يتم توفير مخزونًا من الطاقة في حال الشعور بالخوف بحيث ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم، كما تزيد مستويات الكالسيوم في الدم وخلايا الدم البيضاء، وإليك بعضًا من تأثير الخوف المختلفة خاصةً إذا كان هذا الخوف مرضيًّا ومزمنًا:

  • تلف القلب والأوعية الدموية.
  • ضعف في مناعة الجسم. 
  • مشاكل في الجهاز الهضمي مثل القرحة ومتلازمة القولون العصبي. 
  • انخفاض الخصوبة. 
  • ضعف في الذاكرة نتيجة حدوث ضرر في أجزاء من الدماغ. 
  • جفاف في الفم نتيجة عدم إفراز الدموع واللعاب في حالة الخوف. 
  • زيادة التعرق والشعور بالارتجاف. 

تأثير الخوف على الجسم نفسيًّا

لا يقتصر التأثير على الجسم فقط وإنما له أثر كبير على الصحة النفسية والعقلية، مع مرور الوقت يصبح من الصعب التعامل مع الشعور بالخوف ويصعب تنظيمه والسيطرة عليه لذا تبقى في خوف وقلق مستمر لا مبرر له. 

يؤثر الخوف على طريقة تنظيم وإدارة العواطف نتيجة خلل في العمليات التي تحدث في الدماغ، مما يؤدي إلى عدة مشاكل في التفكير والسلوكيات غير المناسبة واتخاذ القرارات بشكل سلبي وغير مدروس، كما يجعلك عرضة لردود الفعل العنيفة والمشاعر القوية، ولا شك أن للخوف تأثير على المدى البعيد كالإصابة ببعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب واضطراب الإجهاد واضطراب القلق النفسي وغير ذلك.