يؤدي التعرض إلى ضغط نفسي إلى إحداث تأثيرات في أجهزة الجسد المختلفة، وفي هذا المقال سنتحدث عن تأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي.

ما أسباب تأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي؟

لإيضاح السبب وراء هذا التأثير، يشار إلى أن الجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system – SNS) يؤدي دورا مهما في استجابة الكر والفر (Fight-or-flight response) التي تحدث عند التعرض إلى الضغط النفسي وتسبب حدوث أعراضه المعروفة التي تشمل الآتي:

  • تسارع ضربات القلب.
  • تسارع الأنفاس.
  • توسع الأوعية الدموية في الذراعين والساقين.
  • زيادة مستويات السكر في الدم.
  • اضطراب الهضم.

أي أن الجهاز العصبي يرتبط ارتباطا وثيقا بهذه الاستجابة، مما يوضح لنا السبب وراء تأثره بحدوث الضغط النفسي.

ما أنواع تأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي؟

يؤدي الكورتيزول (Cortisol) الذي يزيد إفرازه في الجسد عند التعرض إلى ضغط نفسي إلى تأثيرات سلبية مختلفة، منها ما يصل إلى الدماغ الذي يعد جزءا من الجهاز العصبي المركزي (Central nervous system – CNS). وتشمل أبرز هذه التأثيرات الآتي:

  1. تدمير بعض من خلايا منطقة الحصين (Hippocampus) في الدماغ، وهي تعرف أيضا بقرن آمون.
  2. إدخال خلايا الدماغ في حالة شيخوخة مبكرة.
  3. تقليص حجم الدماغ.
  4. تثبيط عملية إنتاج عصبونات (Neurons) جديدة، وذلك يفضي إلى صعوبة ترميم ما يحدثه الضغط النفسي من تلف.

وتعود بعض هذه التأثيرات، إن لم يكن كلها، إلى هرمون الكورتيزول المذكور أعلاه، إذ إنه يصل إلى الدماغ عند التعرض إلى الضغط النفسي ويرتبط بمستقبلات موجودة داخل العصبونات (Neurons)، مما يجعل مزيدا من الكالسيوم يدخل فيها ويؤدي إلى إثارتها ثم موتها.

كيف أقلل من احتمال حدوث هذه التأثيرات؟

بعد أن تعرفنا على تأثير الضغط على الجهاز العصبي، من المهم أن نشير إلى أن الالتزام بممارسة الأساليب التي تعمل على مواجهة هذا الضغط يفضي بدوره إلى التقليل من شدة تأثيره في الدماغ والجهاز العصبي بأكمله ويعمل على الوقاية من حدوث الآثار المذكورة. وتتضمن أبرز هذه الأساليب الآتي:

  • ممارسة النشاطات البدنية: فمن الجدير بالذكر أن ممارسة الحركة الجسدية حتى إن كانت قليلة، لها تأثير إيجابي في التقليل من شدة الضغط النفسي وتعزيز مستويات الطاقة، مما يساعد في التعامل مع هذا الضغط ومواجهته.
  • الالتزام بنظام يومي: يساعد وضع نظام يومي للعمل والنوم والنشاطات في تنظيم حياة الفرد عند الالتزام به، وذلك يفضي إلى التقليل من احتمال التعرض إلى ضغط النفسي.
  • ممارسة التأمل: يزيد التأمل من القدرة على مواجهة الضغط النفسي ويقلل من آثاره السلبية في حالة حدوثه، وذلك كون ممارسته تعمل على إدخال العقل في حالة من التوازن والسلام وعيش اللحظة الحالية بعيدا عن التشتت الناجم عن التفكير في الماضي والقلق بشأن المستقبل. فلا تنسَ تحميل تطبيق توازن للتعرف على معلومات شاملة عن التأمل بأنواعه المختلفة والاستمتاع بمجموعة من التأملات والبودكاست التي يحتوي عليها.