يُعتبر تأثير الملابس على الحالة النفسية كبيراً فهي تغيّر الطريقة التي نرى فيها أنفسنا، ومؤشر مهم على الحالة المزاجية للشخص. 

ما هو تأثير الملابس على الحالة النفسية؟

كيف يمكن لقطعة من الملابس أن تغير شعورك تجاه نفسك؟ تحمل الملابس بُعدين أساسيين وهما البعد النفسي، والبعد الثقافي، وسنركّز في هذا المقال على قوة تأثير الملابس على الحالة النفسية سواء في اختيار الشكل أو اللون. 

أولاً: البُعد الثقافي

يتطوّر اختيار التصاميم والأشكال للملابس منذ القِدم إلى الوقت الحاضر والتي تعكس بُعدًا ثقافيًا لحِقب زمنية متتالية، وما زالت عجلة الحَداثة والتطور مستمرة في الأزياء والألوان؛ فهناك بعض أشكال وألوان الملابس التي تنتشر اليوم لم تكن موجودة قبل عشر سنوات والعكس صحيح. 

كان الهدف الأولى لارتداء الملابس في الماضي هو التدفئة، ولكن اليوم ترتبط الملابس بذوق رفيع يعكس جوانب اجتماعية وثقافية متعددة، تبعًا للمواقف والأحداث والمناسبات التي تحدد ارتداء نمط معين من الملابس. 

ثانيًا: البُعد النفسي

توصلت بعض الدراسات إلى أن الملابس يمكنها التخفيف من التوتر، وتعزيز المشاعر الإيجابية التي نشعر بها كالفرح والراحة والثقة، وكأنها تقوم بدور الدرع الذي يحمينا من المشاعر السلبية خاصةً عند ارتداء الملابس المفضلة لدينا والتي تحمل في نسيجها ذكريات جميلة ومحبّبة؛ فهي تمنحنا جرعة من الثقة بالنفس، وتجعلنا أكثر طلاقة عند الحديث والتعامل مع الآخرين. 

تؤثر الملابس النظيفة والمُريحة على طاقتنا وحيويتنا حيث نكون أكثر سعادةً واسترخاءً عند ارتدائها؛ فمثلًا تحفّز الملابس الرياضية الشعور بالنشاط والحيوية، أما ملابس المنزل فهي تعزز الشعور بالراحة والخمول والنوم. 

قوة الملابس نفسيًّا

أسلفنا سابقًا تأثير الملابس على الحالة النفسية للفرد نفسه، ولكن قوة تأثيرها لا يقتصر على الشخص وحده بل يتعدى هذا التأثير على الآخرين من حولنا مثل الزملاء في العمل أو الأصدقاء في إطار الحياة الشخصية والاجتماعية، ومن هذا المنطلق تقوم بعض المؤسسات والشركات على توحيد الزي الرسمي للعاملين لديها أثناء ساعات الدوام. 

تعكس ألوان الملابس التي نرتديها بين الحين والآخر الحالة النفسية والمزاجية التي نشعر بها، كما أنها وسيلة لإرسال رسائل معينة في العقل الباطن تساعد على التعرف على أنفسنا دون انتباه الشخص إلى ذلك، وفيما يأتي أبرز الدلالات لبعض الألوان على الحالة النفسية:

  •  اللون الأسود: يختار البعض اللون الأسود في المقابلات والاجتماعات الرسمية تعزيزًا للشعور بالقوة ورفع مستوى الثقة بالنفس.
  • اللون الأحمر: يشعرن النساء بالخصوصية عند ارتداء الملابس ذات اللون الأحمر، كما أنها تعكس مدى حب الظهور والتميّز ولفت الانتباه.
  • اللون الأبيض: أما ارتداء اللون الأبيض فهو يعكس العفوية والنقاء وصفاء الذهن عند الشخص.
  • اللون الأزرق: تُكسب الملابس الزرقاء الشعور بالهدوء والسلام النفسي، كما أنها تمنح مرتديها مشاعر التحكم والسلطة.

التصميم وتأثير الملابس على الحالة النفسية 

يكمن تأثير الملابس في ألوانها وتصاميمها، فمثلًا الملابس الرسمية تسمح لمرتديها بالتفكير بطريقة أشمل وأوسع، وتوفر لهم المساحة الكافية لمواجهة التحديات من خلال بناء الثقة بالنفس، كما أن النساء يشعرن بالعاطفة والجمال عند ارتداء فستان قصير مما يمنحهن انطباعًا إيجابيا تجاه أنفسهم.