يُعد تطبيق التيك توك من أكثر التطبيقات الرقمية الحديثة استخدامًا عالميا، كما يُعتبر من أهم المنصات الاجتماعية التي يتم فيها تبادل الفيديوهات القصيرة ذات المحتوى المتنوع، فما هي علاقة جيل التيك توك والتربية الأسرية مستقبلا؟

هل “جيل التيك توك” سيكون قادراً على تربية أسرة سليمة في المستقبل؟

يحظى تطبيق التيك توك بشعبية واسعة لا سيما وأنّه الوجهة الأولى للتأثير على أهم شريحة في المجتمع وهي الجيل الصاعد، الأطفال والمراهقون، نظرًا لمحتواه الترفيهي المتنوع، وبذلك فإنّ ناقوس الخطر يدق لاستغلال هذه الشريحة من المجتمع والذي قد يصل إلى هوس الشهرة وجني المال وهي الهدف الأساسي من استعمال التيك توك، فما علاقة جيل التيك توك والتربية الأسرية مستقبلا؟

جني المال وعلاقته بالشهرة على التيك توك

صنف علماء علم النفس الحاجات التي ترتبط بوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إلى خمس فئات وهي:

  1. الحاجات المعرفية التي ترتبط بالمعارف والمعلومات
  2. الحاجات الوجدانية التي ترتبط بالمشاعر والعواطف
  3. حاجات التكامل النفسي
  4. الحاجات الاجتماعية التي ترتبط بالقدرة على التواصل مع الآخرين
  5. حاجات الهروب من الواقي الذي يرتبط بالترفيه والتسلية.

وقد أثبتت الدراسات إلى أنّ الحاجة من التيك توك هي الشهرة والنجومية إضافة إلى تحقيق أكبر ربح مادي ممكن، وذلك عبر نشر فيديوهات قصيرة ذات محتوى متنوع، وقد يكون مخالفًا للعادات والتقاليد والأعراف المجتمعية.

فإنّ الهدف الأساسي من رواد ساحة التيك توك اختراق العقل وإرضاء المشاهد حتى وإن كان المحتوى ذو قيمة علمية متدنية أو حتى إن كان مخالفًا للمبادئ أو القيم، فهنالك آلاف الفيديوهات التي تمطر على المشاهد فتجذبه، بمحتواها الذي يتناسب وفئة الأطفال والمراهقين العمرية، وكمعدل متوسط فإنّ هذه الفئة العمرية تقضي ما لا يقل عن ثلاث ساعات يوميًا على التيك توك، وبهذا فإنّ هذه المدّة كفيلة بأن ينطبق على المشاهد مصطلح إدمان التيك توك.

وهنالك دوافع أخرى تقف جوار البحث عن الشهرة والنجومية للتيك توك، كالتسلية والترفيه، والتخلص من الملل، وتكوين صداقات جديدة بالإضافة إلى متابعة المشاهير، ولكن فإنّ هذه الدوافع جميعها تُعرض المراهقين بنسبة كبيرة إلى مشاهدة بعض الفيديوهات غير المرغوبة، وبالطبع مع غياب رقابة الوالدين، قد يتطور الوضع، ولكن ما علاقة جيل التيك توك والتربية الأسرية مستقبلا؟

علاقة جيل التيك توك والتربية الأسرية مستقبلا

بالطبع ونظرًا لما تقدم ذكره سابقًا فهنالك علاقة بين جيل التيك توك والتربية الأسرية مستقبلا، فطفل الحاضر هو أب المستقبل، هو من سيكون أسرة قائمة بحد ذاتها، فما الذي نتوقعه من جيل قد سُرق منه عفويته وبراءته من خلال مشاهدة العديد من الفيديوهات ذات المحتوى غير اللائق، وما الذي ننتظره من استغلال بعض أرباب الأسر أطفالهم لجني أرباح مالية، مخترقين بذلك خصوصية هذا العمر، فيقلد المراهق من هو أكبر منه سنًا، فيبالغ في مشاعره وعواطفه، وينبهر بما لا يستدعي ذلك، ويقلد مشاهد الرقص والتمايل دون حياء أو استحياء.

إذا هذه علاقة ذات حدين إمّا أن يكون محكوماً عليها بالفشل، فالتأثير السلبي لتطبيق التيك توك على المراهق يصل إلى تغيير طبيعة الشخصية وسلوكياتها، ويؤدي إلى تدني التحصيل العلمي نظرًا للانشغال الدائم مع هذا التطبيق، مما يخلق جيلًا لا يتحمل المسؤولية غير متعلم أو مثقف، يفتقر القدرة على التواصل الاجتماعي التفاعلي، فتلك الطاقة المستنزفة بلا فائدة ستنتج أسرًا أساسها اللامبالاة والاعقلانية، أسرًا مبنية على أساس من التوتر والقلق الدائم.

وعلى صعيد آخر هنالك من يستغل التيك توك لصالحه فإنّه يجب التنويه إلى أن هذا التطبيق يحتوي أيضًا على العديد الفيديوهات ذات المحتوى الترفيهي والتعليمي المميز الذي يقدم محتوى يُمكن الاستفادة منه كالفيديوهات التعليمية، وفيديوهات الطبخ المتنوعة، وغيرها، كما يُمكن أن يُستغل التيك توك بالتسويق الإلكتروني والتعلم عن بعد، فإن كانت تلك الساعات المقصية على هذا التطبيق واعية وهادفة، فبالطبع فإنّ ذلك سيخلق جيلًا واعيًا ومثقفًا وقادرًا على بناء أسرة تُحب مواكبة الحاضر، وتطور من مهاراتها وقدراتها للتواصل الفعال ولإيصال أفكار منتجة تنتشل المجتمع نحو مستقبل مشرق.