يناقش هذا المقال الأسباب التي تجعلك دائم الشعور بالنقص والحلول المناسبة لذلك. 

دائم الشعور بالنقص.. ماذا نقصد بذلك؟

يعرّف الشعور بالنقص بأنه تدني احترام الذات والشعور بعدم الأمان لسببٍ ما، كوجود مشكلة جسدية أو نفسية حقيقية أو متخيلة ناتجة من اضطرابٍ نفسي معين كالرهاب الاجتماعي، وعادةً ما يشعر الشخص باستنكار الذات والفشل ولديه الرغبة بالاستسلام والانسحاب مهما كان الأمر، مما يؤثر سلبًا على رحلة الوصول إلى الأهداف وتحقيق الإنجازات المطلوبة. 

دائم الشعور بالنقص.. لماذا؟

هل الشعور بالنقص يعني قلة الإمكانيات أو القدرات التي تملكها أم يعني وجود مشكلة أخرى في النفس؟ 

بدايةً لا شك أن الشعور بالنقص لا يعني إطلاقًا نقص في المهارات أو الخبرات في أي أمرٍ من أمور الحياة، وإن كان هناك نقص حقًا فهذا لا يستدعي الشعور بالنقص تجاه نفسك. 

دائم الشعور بالنقص لأنك لا تتقبل نفسك، فتستنقص أي فعلٍ تقوم به وتنجزه أو أي شيءٍ تملكه فهو نابع من النظرة الدونية التي تنظر فيها إلى نفسك، وفيما يأتي أبرز الأسباب وراء الشعور بالنقص: 

  • وجود خلل في أسلوب التربية منذ الصغر كأن يواجه الطفل النقد السلبي على كل تصرف وموقف يقوم به؛ فيتعزّز الشعور بالنقص في نفسه وينمو معه. 
  • سمات الشخصية؛ فالشخص الذي يعاني من اضطراب نفسي معين منذ زمن، مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق النفسي وغير ذلك معرّض للشعور بالنقص وعدم الكفاية. 
  • وجود اختلاف خَلقي كشكل الجسد مثلًا قصر القامة، أو السمنة، ويجب التنويه هنا أنه لا يمكن ربط هذه الاختلافات دائمًا بالشعور بالنقص ولكنها أحد الأسباب التي تستدعي ذلك. 

علاج الشعور بالنقص

إذا كنت شخصًا دائم الشعور بالنقص عليك أن ترفع من قيمة نفسك أمام نفسك، وتوجد طرق عدة لمعالجة هذا الشعور والتقليل منه شيئًا فشيئًا وإليك عزيزي بعضًا من النصائح المفيدة لذلك: 

  • العلاج النفسي

لا شك أن اللجوء للعلاج النفسي يختصر عليك الوقت والطريق لمعالجة عقدة النقص، فهو يكشف الأسباب التي تدفعك لهذا الشعور ويعالجها من جذورها، قد يحتاج الأمر إلى مزيدًا من الوقت والصبر لتقتل هذا الشعور، لذا لا تتردد أبدًا في التواصل مع المختص النفسي لتحقيق الأمان والسكينة في نفسك. 

  • التأمل واليقظة الذهنية

تساعدك ممارسة تمارين التأمل المختلفة بانتظام على الوصول إلى السلام الداخلي وخلق حالة من التوازن والطمأنينة في النفس، إضافةً إلى أهميتها في رفع مستوى الثقة بالنفس من خلال العمل على تعزيز الشعور بالأمان وهذا ما تحتاجه تمامًا باعتبارك دائم الشعور بالنقص، كما أن التأمل يعمل على تغيير طريقة التفكير السلبية تجاه نفسك بأخرى إيجابية ونافعة لتحقيق الإنجازات المطلوبة، حيث تستهدف أولًا وآخرًا حبك لذاتك وتحفيز نفسك باستمرار على النجاح وتحقيق الأهداف والابتعاد عن جلد الذات، وأنصحك صديقي بمتابعة تطبيق رائع للتأمل وهو تطبيق “توازن” فهو يسهل لك الوصول إلى غايتك بسلاسة تامة. 

  • تغيير الصورة الذهنية

يجب تغيير الصورة الذهنية لنفسك إلى الصورة الواقعية التي تتطلّع إليها، وذلك من خلال توضيح وتغيير مفهوم الكمال بالنسبة لك والعمل على تنفيذها على أرض الواقع؛ فمثلًا إذا كان سبب عقدة النقص هو السمنة الزائدة، يجب عليك أولًا تقبل نفسك ووضع الصورة الذهنية في عقلك والتي ترغب أن تصل إليها، وذلك بتغيير النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية وهكذا.