يوجد ارتباط بين رياض الأطفال والصحة النفسية إذ إن وجود الطفل في الروضة يجعله في بيئة مختلفة ونمط حياة مختلف عما هو في المنزل، وسنتعرف في هذا المقال معا على نوع هذا الارتباط.
العلاقة الإيجابية بين رياض الأطفال والصحة النفسية
إليك الجوانب الإيجابية لرياض الأطفال التي تؤثر في صحة الطفل النفسية:
-
صقل المهارات الاجتماعية
تعد رياض الأطفال مكانا مناسبا للتفاعل الاجتماعي بين الطفل وأقرانه ومعلميه، فضلا عن طاقم العاملين في الروضة. ورغم أن الأهل قد يأخذون الطفل في رحلات بين حين وآخر ويمنحونه أوقاتا خاصة للعب مع أقرانه، فذلك لا يعد كافيا كون وجودهم حوله يجعلهم يحلون له ما يواجهه من مشكلات وصعوبات، وذلك على عكس ما هو الحال في الروضة، إذ يكون عليه التصرف بنفسه، مما يصقل مهاراته الاجتماعية.
-
إنشاء علاقات مع البالغين
وذلك يعد جانبا إيجابيا آخر لصحة الطفل النفسية، لا سيما إن كان شديد التعلق بوالديه، فهو يستطيع أن يكون علاقات مع المعلمين والعاملين في الروضة من البالغين، مما يمنحه القدرة على تكوين الثقة بالآخرين ويساعده في إدراك أنه يستطيع أن يكون على ما يرام حتى دون وجود والديه حوله.
العلاقة السلبية بين رياض الأطفال والصحة النفسية
ذكرنا أعلاه مجموعة من الجوانب الإيجابية التي تجعل رياض الأطفال معززة للصحة النفسية للطفل، وفي الآتي سنتعرف على بعض الجوانب السلبية لتلك الرياض على صحة الطفل النفسية:
-
زيادة احتمال الإصابة بقلق الانفصال (Separation anxiety)
يجد بعض الأطفال صعوبة في الانفصال عن والديهم من أجل الذهاب إلى الروضة، إذ يصابون بحالة من القلق الشديد الذي يعرف بقلق الانفصال عند اضطرار الأم لتركهم والخروج لقضاء بعض احتياجاتها، غير أن أطفالا آخرين يستطيعون التغلب على هذا القلق ويعتادون الذهاب إلى الروضة بعد مدة بسيطة من بدء ذهابهم إليها.
ويساعد في التخفيف من القلق تعليم الطفل كيفية ممارسة التأمل، إذ إنه يساعد الطفل في التخلص من أعراض القلق ويجعله أهدأ وأقدر على التعلم، وهنا نذكرك بأهمية تحميل تطبيق توازن للاستفادة مما يطرحه من معلومات عن أنواع التأمل المختلفة والاستمتاع بمجموعة من التأملات والبودكاست التي يحتوي عليها.
ومن الجدير بالذكر أن بعض الأهالي يعانون من الشعور بالذنب عند توصيل أطفالهم لرياض الأطفال في الصباح الباكر، لا سيما في تلك الأيام التي يرفض الطفل الذهاب فيها إلى الروضة حتى إن كان معتادا على ذلك سابقا.
-
عدم وجود تواصل فردي بين الطفل ومعلميه
تتسم رياض الأطفال بالطابع الجماعي، إذ يكون تعامل المعلمين مع الأطفال كلهم معا وليس مع كل طفل على حدة؛ وذلك يجعل اهتمام المعلم يوزع على الأطفال جميعا، الأمر الذي يعد محبطا للطفل كونه بحاجة لا يمكن تجاهلها إلى الاهتمام الفردي وهو في هذه السن.
والأمر ذاته ينطبق على التعامل واللعب مع الأقران، ففي سن الروضة يكون الطفل بحاجة إلى تواصل فردي مع أحد أقرانه، إذ إن ذلك يسهم في نموه العاطفي والاجتماعي وحتى المعرفي.