يُعاني العديد من الأشخاص من القلق الدائم والمستمر بسبب الحياة وظروفها، إذ يُلازمهم خوف دائم من المواقف اليومية، وقد تتصاعد وتيرة القلق مسببة الخوف أو الرعب الدائم، وفي بعض الحالات قد تصل إلى حدوث نوبات من الهلع فما هي سمات الشخصية القلقة، وما هي أسباب تطورها وطرق علاجها.

مفهوم الشخصية القلقة

الشخصية القلقة هو لقب يطلق على الشخص دائم الخوف حتى وإن كان الخوف وهميًا ما بين الماضي والحاضر وحتى المستقبل، شخص ينقصه الثقة بالذات، دائم الحذر والشك، يُفضل الانعزال وعدم الانخراط في المجتمع، وتبدأ هذه الحالة منذ سن الطفولة أو المراهقة أو البلوغ وقد تستمر لمدة قد تصل إلى سنوات.

سمات الشخصية القلقة

تنمو سمات الشخصية القلقة في الغالب مع الأشخاص الذين أصيبوا بها منذ الصغر، إذ يتميز أصحاب الشخصية القلقة بالتركيز الشديد والمطلق الزائد عن حدّه في غالب الأمور حتى وإن كانت بسيطة، ويبالغون في التفكير يعشقون الترتيب والتنظيم كما أنهم يُبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى الكمال والمثالية وهذا أمر محال، يخافون دائمًا من شيء قد لا يحدث كالمرض أو الفشل.

يدخر صاحب الشخصية القلقة المال بطريقة أكثر مما تجب، تحسبًا للمخاوف المستقبلية، كما أنّه يحتفظ بالعديد من المقتنيات حتى وإن كانت بلا حاجة، ظنًا منه أنّها قد تُفيده يومًا ما.

يتعاملون بشكل رسمي مع الآخرين، ولكنهم أقرب ما يكونوا للأصدقاء حتى وإن كانت هذه الدائرة ضيقة نوعًا ما، يقفون بجوارهم وقت الحاجة، يُلبون رغباتهم، يشعرون بالإيثار المطلق تجاههم، يسعون لإسعادهم، ويلبون رغباتهم وكأنها واجبات.

مثاليون في العمل، يصعدون السلم الوظيفي أسرع من غيرهم، دائمًا ما يعملون إضافيًا، ويتحملون ساعات العمل الطويلة الشاقة.

كما وأنّ الشخصية القلقة تتصف بسمات حميدة، كالأمانة والإخلاص، والحرص، والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، وتجنب المواقف أو الأماكن التي قد تُقلل من احترامه أو تقديره، كما أنّ صاحب الشخصية القلقة يمتلك ضميرًا حيًا دائم التوجيه نحو الطريق الصحيح والاختيار السديد.

أسباب تطور الشخصية القلقة

يعزو العديد من العلماء تطور الشخصية القلقة لعدّة أسباب رئيسية، هي:

  1. أسباب نفسية: ترتبط بالقلق المفرط منذ الصغر، وكثرة ضغوطات الحياة، واهتزاز الثقة بالذات على الدوام.
  2. أسباب إشراطية كلاسيكية: وهي ارتباط حدوث المواقف السيئة مع رؤية بعض الأشخاص، فيولد شعورًا بالقلق فور رؤية هذا الشخص وقبل وقوع الحدث.
  3. أسباب إشراطية إجرائية: والتي من خلالها يتم تعزيز الشخصية القلقة إيجابًا أو سلبًا، أي من خلال بناء توّلد الشعور من خلال المواقف السابقة.
  4. أسباب بيولوجية: قد تتطور الشخصية القلقة وراثيًا، إذ أنّ هنالك خللًا فيسولوجيًا مرتبط بنهايات الأعصاب والمستقبلات في الجهاز العصبي المركزي المسؤول عن إرسال واستقبال الرسائل الكيميائية

علاج الشخصية القلقة

يُمكن علاج الشخصية القلقة باتباع أساليب متعددة، منها:

  1. التأمل والاسترخاء: يُعد التأمل هو العلاج الأمثل والأفضل الشخصية القلقة، وذلك من خلال بناء هرم تصاعدي من المواقف المقلقة، والصعود مع كل موقف مقلقًا على الهرم والتأمل به وتبسيطه، وتقليل قدره والتفكير به إيجابًا، وصولًا إلى القمة، وذلك كفيل بقتل شعور الموقف الأكثر قلقًا، ويحتاج هذا إلى الممارسة المتكررة لعلاج الشخصية القلقة بشكل كامل.
  2. إعادة التنظيم المعرفي: وذلك من خلال إعادة بناء وهيكلة الأفكار وتحليل المواقف والأمور بشكل منطقي، وتخيل السيناريوهات بطريقة واقعية، ووضعها ضمن اختبار منطقي إيجابي.
  3. الأدوية: يُمكن اللجوء إلى العلاج الدوائي بعد استشارة الطبيب المختص، وفشل الطرق الأخرى في العلاج.