إذا كان طفلي يلعب لوحده ولا يحب المشاركة مع أقرانه الآخرين، فلنفهم أسباب هذا التصرفات وكيفية التعامل السليم معهم نفسيًّا وفكريًّا.
طفلي يلعب لوحده ولا يحب المشاركة: لماذا؟
نواجه كأمهات في مواقف كثيرة مع أطفالنا عدم رغبتهم في مشاركة ألعابهم مع أصدقائهم، لنأخذ موقفًا بسيطًا على ذلك مثلًا:
طفلي يلعب لوحده ولا يحب مشاركة صديقه في لعبته، سأخبر طفلي الذي يتراوح عمره ما بين السنتين إلى الثلاث سنوات أن يدع الآخر يلعب معه وسيُعيدها إليه فور الانتهاء من اللعب، أو أعده بمكافأة ما إذا تعاون معه ولكن، ماذا يحدث عندها؟
يزيد بكاء طفلي وصراخه إصرارًا منه على الانفراد بلعبته.
يجب أن تعلمي عزيزتي أن مفهوم الوعد لدى الطفل في هذه المرحلة غير مكتمل تمامًا؛ فهو لا يستوعب فكرة أن تَعديه بالحصول على لعبته فيما بعد لأنه يريدها حالًا، إضافةً إلى أن الطفل في عمره لا يحب فكرة تبادل الأدوار والمشاركة كأن تقولي له مثلًا: دعه يلعب في لعبتك ويُعيدها إليك؛ فهو يفسر هذا بتفكيره أن اللعبة ستصبح لصديقه ولن يستطيع اللعب فيها مجددًا، لذا يجب علينا فهم طبيعة تفكير أطفالنا وتحليلها حسب شخصياتهم وكيفية تعاملهم مع أقرانهم.
ولعلكِ تفكرين الآن كيف أتصرف حيال ذلك؟
التعامل مع طفلي عندما يلعب لوحده ولا يحب المشاركة
بدايةً يجب أن نتميّز بالمرونة في التعامل مع أطفالنا ولا نقابل الصراخ بالصراخ والعناد بعناد أكبر، كما يحتاج الأمر أن نكون مستبقين للأحداث؛ فنهيئ الطفل على المشاركة والتعاون مع الآخر مسبقًا، ولكن كيف يكون ذلك؟
يميل في الثلاث سنوات الأولى من عمره إلى الملكية فتكون في أعلى درجاتها فكل شيء يتمحور حول نفسه فقط فهو عمر الملكية وليس المشاركة؛ لذا يجب أولًا التركيز على تعزيز مفهوم الملكية واحترام حدود ممتلكاته سواء ألعاب أو ملابس وغير ذلك، ويُدرك تمامًا أنه حر التصرف فيها وله الخيار والقرار في منحها لغيره أم لا، ومن ثم تأتي الخطوة الثانية وهي تعزيز روح المشاركة مع الآخرين بعد فهم كيف يحترم ممتلكاته وممتلكات الآخرين، وقد تلاحظين بعد ذلك أن طفلك قد يبادر بنفسه إلى مشاركة ألعابه والتعاون مع غيره.
وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة تحفيز الطفل على المشاركة من خلال لعبة تبادل الأدوار معه في المنزل مثلًا، عندما تُطعميه أخبريه أن دوره الآن في هذه اللقمة، ودورك في اللقمة الأخرى، أو ارسمي معه وأخبريه أن يبدأ في الرسم وبعد ذلك يأتي دورك وهكذا؛ فهذا يعزّز أهمية احترام رغبات الآخر وتقديرها بطريقة لطيفة مناسبة لعمره.
فلا تقلقي عزيزتي من هذه التصرفات فهي شائعة جدًا بين الأطفال، واعلمي جيدًا أنها لا تعتبر مشكلة في شخصية طفلك إنما مشكلة تنموية؛ أي أن التعاون والتعاطف مع الآخرين مشاعر تنمو وتكبر مع الطفل كالبذرة تمامًا فابتعدي عن الحكم على شخصية طفلك كأن تنعتيه بأنه طفل أناني أو انطوائي أو غير ذلك، وما علينا سوى زرع بذور التعاون والمشاركة وغرسها في مبادئهم وقيمهم وتنميتها وتعزيزها في نفوسهم، من خلال تعاملنا معهم وممارستنا تجاههم وتوجيههم بالطريقة السليمة التي ترفع قيمة المشاركة لديهم.