تؤثر المخدرات على الصحة العقلية والنفسية وتسبب تغيرات سلوكية خطيرة على الفرد والبيئة المحيطة به، سيناقش هذا المقال علاقة المخدرات بالاضطرابات النفسية والسلوكية، وكيفية علاجها بطريقة سليمة. 

ما هي علاقة المخدرات بالاضطرابات النفسية والسلوكية؟

تعتبر العلاقة السببيّة بين تعاطي المخدرات وظهور مشاكل الصحة النفسية غير واضحة تمامًا، فقد يكون من الصعب أحيانًا تحديد من تسبّب في الآخر لأن الأعراض النفسية أو السلوكية قد لا تكفي لذلك، لذا يمكن اعتبار أن الاضطرابات النفسية من عوامل الخطر التي تزيد فرصة تعاطي المخدرات والإدمان عليها وبالتالي تزيد حدة أعراض هذه الاضطرابات. 

ولكن، كيف تعمل المخدرات على تطوير الأمراض النفسية والتأثير على عمل الدماغ؟

يؤدي تعاطي المخدرات أو الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية مثل الفصام أو الاكتئاب إلى تعطيل وظائف بعض أجزاء من الدماغ، مثل المناطق المسؤولة عن نظام المكافأة وكذلك اتخاذ القرارات، والتحكم في إدارة المشاعر والانفعالات وتنظيمها، حيث يصبح هناك خلل وظيفي في بعض الهرمونات أو النواقل العصبية كالدوبامين، وسيروتونين، فيقل انتباه الشخص ويضعف تركيزه وغير ذلك. 

أعراض بين المخدرات والاضطرابات النفسية والسلوكية

توجد بعض الأعراض السلوكية والاجتماعية والنفسية الناتجة عن تعاطي المخدرات والاضطرابات النفسية، وهي كالآتي:

  • وجود اضطرابات في النوم أو الأكل. 
  • اللجوء إلى استخدام العنف وإيذاء النفس والآخرين. 
  • تقلبات شديدة في الحالة المزاجية. 
  • حالة من النشاط الشديد والانفعالات المفرطة. 
  • انخفاض في الأداء العام في العمل أو المنزل وقلة الحضور والتواجد مع الناس. 
  • ضياع الأهداف وفقدان الرغبة في الحياة. 
  • التفكير في أفكار عدوانية شديدة تصل لحد القتل والتعذيب. 

ما هي أعراض الاضطرابات النفسية الناتجة عن المخدرات؟ 

توجد بعض الاضطرابات النفسية التي يسببها تعاطي المخدرات ويزيد من شدة أعراضها، ويعتبر الأكثر شيوعًا منها ما يأتي:

أولًا: اضطراب الاكتئاب

اضطراب الاكتئاب من الاضطرابات النفسية التي تسبب ضعفًا في الأداء الوظيفي والجسدي بصورةٍ عامة، وهذه بعض من التغيرات السلوكية والنفسية:

  • فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية المعتادة. 
  • الشعور بالعجز واليأس والإحباط. 
  • فقدان الرغبة في تجربة أي شيء جديد. 
  • اضطرابات في النوم. 
  • الشعور بالذنب وجلد الذات واحتقار النفس. 
  • الميل نحو التصرفات الاندفاعية والمتهورة. 
  • ضعف في التركيز والانتباه. 
  • التفكير في الانتحار. 

ثانيًا: اضطراب القلق المزمن

تتزامن ظهور أعراض القلق النفسي والتوتر مع تشخيص حالات الاكتئاب وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى، ولكن يصبح الاضطراب مزمنًا بزيادة الأعراض الجسدية والنفسية، مثل الشعور بالقلق والتوتر والضيق بشكل دائم، تسارع في نبضات القلب، والارتجاف، والشعور بالدوار والصداع والعصبية المفرطة، والأرق المزمن. 

ثالثًا: اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب من الاضطرابات العقلية التي تؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة، وتنقسم إلى تقلبات مرتفعة فيدخل المريض في حالة هوس، أو تقلبات منخفضة فيصاب بالاكتئاب، ويترافق مع الدخول في حالة الهوس أو السعادة مثلًا تغيرات سلوكية ونفسية واضحة كما يأتي:

  • الشعور بالنشوة والسعادة المفرطة. 
  • قلة الحاجة إلى النوم. 
  • النشاط المفرط. 
  • الكلام بشكل متسارع وغير مفهوم. 
  • تبني معتقدات غير منطقية وواقعية.