لغة الجسد أوركسترا صامتة، تُعبر عمّا يُفكر به الإنسان، وما قد يُريد فعله، لغة تختلف عن جميع اللغات، بلا همس أو أدنى صوت، فقط بالإيماءات الجسدية، يُمكن فهم كل ما يُريد الإنسان، تتطرق هذه المقالة للأدوار التي تلعبها لغة الجسد في التواصل الاجتماعي، وتناقش بعض الأمثلة في علم النفس ولغة الجسد، وأهميتها وتفسيرها.

علم النفس ولغة الجسد

لغة الجسد هي الإشارات غير اللفظية التي تُستخدم للتواصل مع الآخرين، هي لغة تعكس تفكير الإنسان وشعوره دون همس أو نطق بأدنى كلمة، هي رسائل صامتة، وإشارات تواصل تعلو صوتها الكلمات، تُبعثُ عن طريق حركات الجسد، وإيماءات الوجه، ونظرات العين، والعديد من الإشارات الأخرى المجتمعة تحت اسم لغة الجسد، والتي لها دور كبير في التواصل اليومي مع الآخرين.

كما تكمن أهميتها في فهم المحيط وما يُفكر به الآخرون، إذ أنّ فهم لغة الجسد هو زاد المعلومات والبيانات النفسية التي يُعكسها الآخرون تجاه مواقف أو مشاعر أو نية أو حتى فكرة.

علم النفس ولغة الجسد مرتبطتان بشكل وثيق، حيثُ يهتم العلماء بالسلوك الإنساني، ويُقدم هذا الفرع من العلوم، أفضل التفسيرات والتنبؤات المرتبطة بلغة الجسد.

فعلم النفس نتاج دراسات علمية تُركز على أبعاد الإنسان الداخلية من سلوك وتفكير وتصرفات، لاستيعاب هذه الشخصية الإنسانية والتنبوء بأفكارها، حيثُ يُقدم علم النفس تفسيرات واضحة وصريحة حول لغة الجسد بأنواعها، لإزالة الغموض عنها وفهمها بشكل واضح وصريح، فإدراك معاني لغة الجسد وتفسيرها بطريقة واضحة هي الممر الذي يعكس شخصية الإنسان وطبيعته.

دلالات لغة الجسد في علم النفس

علم النفس ولغة الجسد، كما ذكرنا سابقًا مرتبطتان بشكل وثيق، إذ أنّ علم النفس يُفسر ويقرأ لغة الجسد التي لا تقتصر على جزء أو جزأين من جسم الإنسان، نذكر منها:

العيون: وهي نوافذ الروح التي تعكس أهميتها عند التواصل وجهًا لوجه، ومن علاماتها:

  1. الاتصال بالعين: النظر بشكل مباشر للعين يدل على الاهتمام ما لم تطل مدته، فإن طالت فإنّ ذلك يُعبر عن التهديد، كما أنّ النظر بعيدًا أو تجنب الاتصال بالعين فذلك يُعبر عن محاولة تشتيت الانتباه أو إخفاء شيء ما.
  2. اتساع حدقة العين: تُعبر اتساع حدقة العين إلى الرغبة أو الإعجاب، وعلى عكس ذلك فإنّ حدقة العين الضيقة تُعبر عن الغضب، والحالة المزاجية السيئة.
  3. وميض العين: يُعبر إن كان بشكل متكرر عن الانزعاج وعدم الارتياح.

الذراعان: تشمل لغة جسد الذراعين الآتي:

  1. فتح الذراعين وتوسيعهما للدلالة على القوة أو التهديد.
  2. إبقاء الذراعين على مقربة من الجسد لإقصاء الانتباه.
  3. عقد الذراعين للإشارة إلى مشاعر الحماية أو الانغلاق أو الاندفاعية.

اليدان والأصابع: تُعد اليدان والأصابع من أهم أجزاء الجسم لقراءة لغة الأوكسترا، ومن الأمثلة على إرشاراتهما:

  1. رفع الإبهام للأعلى دليلًا على الموافقة.
  2. تشكيل علامة V مع السبابة والإصبع الأوسط دليل على النصر.
  3. اتحاد اليدين خلف الظهر وشبك الأصابع إشارة إلى القلق أو الملل.
  4. النقر بالأصابع بوتيرة سريعة إشارة للانزعاج أو الإحباط.
  5. الوقوف ووضع اليدين على الوركين إشارة إلى العدوانية أو السيطرة.
  6. قبض اليد وشدها ثم رفعها دليل على التضامن أو الغضب الشديد.

الفم: لغة الفم من أهم لغات الجسد، وتشمل أمثلته:

  1. الابتسامة التي تدل على السعادة أو السخرية.
  2. عض الشفة السفلى إشارة إلى عدم الأمان والقلق.
  3. تغطية الفم لإخفاء الابتسامة أو أنّ الابتسامة مكلفة.

كيفية تطوير لغة الجسد

الانتباه هو الخطوة الأولى لتحسين لغة الجسد الخاصة بك، ركز وحاول مراقبة الإشارات الجسدية للآخرين، مع متابعة إشاراتك الجسدية، فعلى سبيل المثال عندما يبدأ أحدهم بسرد قصة فقد تميل إلى النظر إلى الأرض كعلامة للانتباه أو قد تتواصل بالعين بدلًا من ذلك مع وجود ابتسامة خفيفة لإظهار أهمية القصة بالنسبة لك.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تطوير الذكاء العاطفي، فكلما كنت أكثر تواصلًا مع ما تشعر به في الداخل، كلما كان من الأسهل أن تشعر كيف يستقبلك الآخرون، وستكون قادرًا على معرفة انفتاح أو انغلاق شخص ما، وبالطبع فإنّ التواصل اللفظي وغير اللفظي مكملتان لبعضهما البعض إضافة إلى سياق الموقف الذي يرسم صورة كاملة عن ما يُريد الإنسان أن يبوح به.