شغل مفهوم الشخصية العلماء عبر العصور، إذ اهتموا بشكل خاص في دراستها ووضعوا العديد من النظريات لتفسير سلوكيات الإنسان وأسراره وفق معايير منطقية، وأسس مبنية علمية، وإحدى أهم النظريات وأكثرها انتشارًا هي نظرية عناصر الشخصية الخمسة، فما هو مفهوم الشخصية؟ وما هي أهم عناصرها؟ هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا من توازن.
عناصر الشخصية الخمسة
تُعرف الشخصية على أنّها مجموعة الصفات العقلية والنفسية والجسدية والعاطفية والسلوكية للفرد، والتي تُعبر مجتمعة عن سلوكه وردود أفعاله، وهي التي تجعل منه شخصية فريدة لها طابعها الخاص الذي يُميزها على غيرها، وهنالك عدّة نظريات تُحلل وتفسر هذا، ومن أهمها نظرية عناصر الشخصية الخمسة، وهي من أفضل النظريات وأكثرها شمولًا وصحة، وتُعبر عن خمس سمات رئيسية لها وجهان، فلكل إنسان وجه تُعبر عن شخصيته، وهذه السمات كالآتي:
القبول
إنّ أول سمة من عناصر الشخصية الخمسة هي القبول، التي تعكس الفروق الفردية من خلال درجة التعاطف واللطف والود والإيثار مع الآخرين، ويُقال إن الإنسان فيه القبول عندما يساعد الآخرين، ويترك انطباعًا جيدًا عن ذاته، ويحترم ويقدر الآخرين، ويدافع عنهم عند الحاجة، كما يلتمس الوضوح والصراحة والصدق والإخلاص بالعمل، ويعفو عند المقدرة، وعلى عكس ذلك فإنّ الإنسان لا يتسم بالقبول عندما لا يراعي مشاعر الآخرين، ويتعالى عليهم، ويتلاعب في مشاعرهم على حساب مصلحته الخاصة.
الانبساطية
الانبساطية أحد عناصر الشخصية الخمسة، وتعبر عن قدرة ومحبة تعامل الإنسان مع مجتمعه، وتلك الاهتمامات التي يوجهها خارج دائرة ذاته، وإن كنت تمتك مجموعة كبيرة من الأصدقاء، وتحاول زيادة عددهم، وتتمتع بثقة كبيرة لكونك جذابًا جراء تفاؤلك وحبك للحياة فأنت شخص انبساطي، وعلى عكس ذلك فإن كنت تحب الوحدة، وتتجنب التواجد في الأماكن العامة، وتحاول تضييق دائرة أصدقائك فأنت شخص غير انبساطي.
العصابية
العصابية هي العنصر الثالث من عناصر الشخصية الخمسة، وهي صفة تعكس قدرة الإنسان على التكيف والتعامل خلال الضغوطات المختلفة، فالشخص ذو المزاج المتقلب وسريع الإنفعال ودائم القلق والتوتر، وسريع العصبية والاستثارة، ولا يتحمل الضغوطات، ويتجنب اتخاذ القرارات هو شخص يسجل درجات مرتفعة في العصابية، أمّا الشخصية المستقرة والمرنة والتي تتسم بالثبات الانفعالي والقدرة على التعامل مع الضغوطات المختلفة، وتتسم بالهدوء والاستقرار فهي شخصية تسجل درجات منخفضة في العصابية.
الانفتاح على الخبرة
الحصول على درجة عالية من الانفتاح تعني أنّ الشخصية تميل إلى حب كل جديد، وتذوق الفن والجمال، ويمتاز صحبها بالقدرة على التفكير والإبداع، وحب المغامرات، والخوض بأحلام اليقظة، شخصية متعددة المهام والاهتمامات، تكره الروتين، بينما وعند الحصول على درجات منخفضة من اختبار الانفتاح على الخبرة فهذا يعني أنك تتجنب التغيير، وتتمسك بالتقاليد، ولا يجذبك الفنون والإبداع، أو اكتشاف ما هو جديد.
التفاني ويقظة الضمير
النوع الأخير من عناصر الشخصية الخمسة هو التفاني ويقظة الضمير، ويرتبط هذا العنصر بقدرة الإنسان على التحكم في دوافعه وتفكيره، وإدراك السلوك والخيارات التي قد يؤثر بها على الآخرين، وإن كنت من ذوي يقظة الضمير فبالطبع أنك تتمتع بالحنكة والحكمة في التصرف بالمواقف الاجتماعية المختلفة، وتحرص على إنجاز مهامك على أكمل وجه وفي الوقت المطلوب دون كلل أو ملل، وتتمسك بالقيم والأخلاق، وتفكر مليًا قبل إصدار الحكم، كما أنك إنسان منظم ومرتب وتحترم الوقت، وتسعى لتحقيق أهدافك من خلال السعي وراء طوحاتك، وإن حصلت على درجات منخفضة في تقييم هذه السمة فأنت إنسان فوضوي، تفتقر القدرة على تسليم المهام واحترام المواعيد، وتشعر على الدوام بالفوضى وعدم التنظيم.