الحياة مليئة بالعمل والضغوطات والمشاغل التي تكاد لا تنتهي يومًا، لذا وجب التفكير قليلًا في راحة النفس والجسد والالتفات إلى اتباع فن الاسترخاء بهدف المتعة وتجديد الطاقة والهمة باعتباره مكافأة بسيطة ومُجدية للتحفيز على العمل والإنجاز. 

جوهر فن الاسترخاء

يجب إدراك وفهم أهمية فن الاسترخاء؛ فهو لا يعني إطلاقًا التخلي عن العمل والجلوس بهدف الراحة المطلقة، وإنما يقوم في جوهره على مواصلة العمل بطاقة أكبر وإنتاجية مضاعفة تمامًا كما يُقال “استراحة محارب”؛ والاسترخاء أمر ضروري ومتطلب أساسي لمواصلة الحياة والعمل سعيًا للرزق والإنجاز والاجتهاد وليس ترفًا أو مضيعةً للوقت. 

خطوات فن الاسترخاء

يكمن التطبيق السليم لفن الاسترخاء في إيجاد التوازن الصحيح بين العمل والراحة، فهي نعمة ومنفعة تعود على الشخص نفسيًّا وجسديًّا إذا استغلها كما يجب وبالطريقة المُثلى، وفيما يأتي أبرز الخطوات لتحقيق فن الاسترخاء:

  • التركيز والحضور في المهمات: في الخطوة الأولى لتطبيق فن الاسترخاء، يجب التركيز مليًّا في ساعات العمل أو الدراسة أو المهمة المطلوبة وإنجازها وإتقانها بكل حرفيّة ومهنية، فإذا جاءت ساعة الراحة تشعر بأنك تستحقها حقًّا بالنظر في إنجازاتك خلال اليوم مما يُحفّزك على المضي قدمًا. 
  • فلسفة الإجازة المُريحة: وتعني الابتعاد عن المُلهيات والمهلكات الذهنية أثناء وقت الاستراحة، وذلك بتجريد نفسك من المسؤولية والتأمل مع ذاتك لبعض الوقت، وتجنب الالتفات إلى الأخبار المزعجة وأجواء العمل المرهقة؛ وذلك لتصفية عقلك وأفكارك وتشحذ همتك ونشاطك من جديد. 
  •  النوم في سلام: يساعد النوم بمشاعر إيجابية على خلق حالة من الراحة والاسترخاء الحقيقي، فالنوم بهدوء وسلام يجعلك تستغرق فيه لتستيقظ صباحًا بنشاط وهمة متفائلًا ومستبشرًا، لذا حاول الابتعاد عن الحديث والخوض في المشاكل والأمور المزعجة قبل موعد النوم مباشرة، واختيار وقت للنقاش والحوار فيها خلال ساعات النهار، لأنها تؤرّق البال وتقلل من جودة عملية النوم في الليل.

طرق تحقيق فن الاسترخاء

يحتاج فن الاسترخاء إلى التدريب والممارسة للوصول إلى الهدوء والسكينة المطلوبة في أوقات الأزمات بكل سلاسة وسهولة، ودون الشعور بالذنب أو الانتقاص من إنجازاتك، وفيما يأتي أهم الطرق التي تساعد على ممارسته بالشكل السليم:

  • تقنيات التنفس

تساعد تمارين التنفس على نقل الجسم والعقل إلى وضعية الاسترخاء بعد يومٍ شاق من العمل والتفكير، كل ما عليك هو التركيز في جسمك أو ما حولك وأخذ شهيق وزفير منتظم والانتظام على هذه التمارين بشكل يومي. 

  • تمارين التأمل واليقظة الذهنية

تعتمد تمارين التأمل المختلفة كاليقظة الذهنية على التركيز على اللحظة الحاضرة دون القلق بشأن المستقبل، والتفكير المزعج في الماضي مما يهيئ العقل على الاسترخاء والراحة وتحقيق الهدوء والسلام الداخلي في النفس. 

تتنوع تقنيات التأمل وكل منها يؤدي وظيفة وغرضًا محددًا مثل اليوجا والتنفس العميق وغيرهما، فهي تخفف من مشاعر القلق والتوتر وتزيد الوعي بالذات وتعزّز الثقة بالنفس ومشاعر الامتنان واليقين. 

  • فن الاسترخاء فن شخصي

يمكن اعتبار أن الاسترخاء ذوق فردي؛ فما يُريحك قد لا يتناسب أو يريح غيرك، لذا يجب معرفة سبل الراحة وأوقاتها بالنسبة لك لتحصل على الاستفادة القصوى من تطبيق هذا الفن، فمثلًا قد تسترخي عند الجلوس بمفردك والتأمل في نفسك، أو تشاهد فيلمك المفضل، أو تقرأ كتابًا ممتعًا، أو تنظر إلى النافذة وتتأمل في الطبيعة وغير ذلك.