يعتقد الكثيرون أن الابتسامة هي عبارة عن رد فعل لا إرادي على أشياء تجلب البهجة وتلهم بالضحك، ومع أن هذا الأمر صحيح كلياً إلا أن معنى الابتسامة لا ينحصر بهذا النطاق الضيق فالابتسام أو التبسُم يُمكن أن يكون خياراً واعياً يقوم به الإنسان عن قصد، وأياً كان الابتسامة صادقة وبعمد أو دون عمد فإنها يُمكن أن تؤثر على جسم المرء وعقله ونفسيته ومزاجه العام وحتى حياته الاجتماعية بطرق إيجابية، فوائد الابتسامة وأثرها عظيم على الإنسان وعلى من حوله.
فوائد الابتسامة
يرى العلماء أن فوائد الابتسامة وأثرها عظيم على النفس البشرية وعلى تحسين التآلف والتواد بين الناس، وسنوضح في الآتي فوائد الابتسامة وأثرها على صحة صاحبها الجسدية والنفسية وعلى صحة المجتمع وعلاقة الأفراد ببعضهم البعض:
فوائد الابتسامة للصحة الجسدية
سنستعرض في النقاط الآتية بعضاً من فوائد الابتسامة وأثرها على صحة الإنسان الجسدية:
- زيادة مناعة الجسم: أثبتت الأبحاث العلمية أن الابتسامات التي ترتسم على محيا الإنسان تُساهم في تعزيز صحة الجهاز المناعي الموجود لديه، حيث إنها تتسبب في زيادة عدد خلايا الدم البيضاء التي تعمل في الجسم كجيش مُضاد للالتهابات والأمراض عموماً.
- تقليل ضغط الدم: يُمكن أن تُسهم الابتسامة في تقليل ضغط دم الإنسان بشكل خاص بعد أن تزيد من معدل ضربات القلب والتنفس في البداية.
- تقليل الآلام وزيادة الاسترخاء: عندما يبتسم الإنسان يطلق دماغه جزيئات صغيرة تعمل بمثابة مسكنات طبيعية للألم، ومنها مادة الإندورفين التي تعمل على تقليل الألم الذي يعاني منه الجسم وزيادة قدرته على الاسترخاء.
- تحسين صحة القلب: عندما يبتسم المرء يقوم دماغه بإفراز بعض المواد التي تزيد من صحة القلب وقدرة تدفقه إلى جميع أنحاء الجسم، وهو ما ينعكس إيجاباً على صحة الجسم بشكل عام.
- شد عضلات الوجه: تُعتبر الابتسامة بمثابة عملية طبيعية لشد عضلات الوجه ليبدو المرء أكثر شباباً ويفعاً.
فوائد الابتسامة للصحة النفسية
سنستعرض في النقاط الآتية بعضاً من فوائد الابتسامة وأثرها على صحة الإنسان النفسية والشخصية:
- تحسين المزاج: تعمل الابتسامات على تنشيط مسارات الدماغ التي تؤثر على الحالة المزاجية والعاطفية للإنسان، لذا فإن الابتسامة تعمل على خداع العقل بالشعور بالسعادة سواء كان ذلك حقيقياً أم لا.
- تقليل الاكتئاب: عندما يبتسم الإنسان فإنه يتم إفراز نواقل عصبية تدعى الببتيدات بالإضافة إلى بعض الهرمونات التي من شأنها أنه تعمل كمضاد طبيعي للاكتئاب.
- تخفيف التوتر: يُمكن أن يتخلل الإجهاد كيان المرء بحيث يظهر على وجهه التعب والشعور بالإرهاق، إلا أن الابتسامة يُمكن أن تكون طريقاً مختصراَ للتقليل من التوتر المُرافق لهذا الإجهاد والإرهاق.
- زيادة الجاذبية الشخصية: ينجذب الناس بشكل لا إرادي لأولئك الذين ترتسم الابتسامة على محياهم أغلب الوقت لذا فإنه يُنظر إلى الابتسام على أنه يزيد من جاذبية المرء وقبوله لدى الآخرين، وعلى الطرف الآخر فإن الوجه العبوس غير المُبتسم يدفع الناس بعيداً عنه.
- زيادة الثقة بالنفس: هناك أدلة تؤكد أن الابتسام المنظم يزيد من ثقة الشخص واعتداده بنفسه، وهو ما يؤثر إيجاباً على حياته الشخصية بشكل عام.
تأثير الابتسامة على المجتمع
لا تقتصر فوائد الابتسامة وأثرها على الشخص نفسه؛ حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الابتسامة هي أمرٌ معدِ حيث يلاحظ الدماغ وبشكل تلقائي تعابير الآخرين ويفسرها ثم يقوم بتقليدها وهذا يعني أنه بمجرد رؤية شخص لآخر مُبتسم فإن الأول سيقوم لا شعورياً بالرد بالمثل، وهو ما ينعكس على زيادة الألفة والمحبة بين الناس وتحسين الحالة المزاجية للمجتمع ككل، كما أن للابتسامة أثراً في تخليص الناس من الآلام والأحزان والمشاق واستبدالها بالطمأنينة والفرح والسرور، وتساعد الابتسامة في وجه الآخرين على التخلص من البغضاء والحقد فيما بين الناس وبالتالي نشر أواصر التعاون والترابط بين أفراد المجتمع.