هل يُعقل أن يُصاب الأطفال بالقلق! يناقش هذا المقال طرقاً من أجل التعامل مع القلق لدى الأطفال، وطبيعة هذا القلق.
ما هو طبيعة القلق لدى الأطفال؟
يُصنف القلق لدى الأطفال تبعًا لأعمارهم؛ فهناك مخاوف طبيعية في السنوات الثلاث الأولى تندرج ضمن الخوف من الانفصال عن الأهل والخوف من الغرباء، أما بين (3-6) سنوات يصبح الخوف أكثر تحديدًا مثلًا، الخوف من النار أو الظلمة أو الحيوانات وهكذا، بين (6-12) سنة يصبح القلق متمركزاً حول المدرسة وأدائهم فيها وكذلك الخوف من المرض، أما بعد 12 سنة يصبح القلق اجتماعيًّا مثلًا نظرة الآخرين أو تقبلهم لهم.
لذا يجب التعامل مع القلق لدى الأطفال في كل مرحلة وعدم الاستهانة في تبعاتها ومضاعفاتها على شخصية الطفل.
لماذا يُصاب الأطفال بالقلق؟
توجد أسباب متنوعة تحفّز مشاعر القلق في نفوس الأطفال في سن مبكرة، ومنها ما يأتي:
- أسباب وراثية: تلعب الجينات دورًا في تشكيل شخصية الطفل الأكثر قلقًا، وأقل قدرةً على التعامل مع التوتر.
- إظهار الحرص المفرط على الطفل: يبالغ كثير من الأهل في إظهار الخوف والحرص على أطفالهم، وذلك في أثناء اللعب أو الأكل مما يُعرّضهم إلى الإصابة بالقلق والتوتر.
- تعليم الطفل اكتساب القلق: يعاني الأب أو الأم في بعض الأوقات توترًا وقلقًا معينًا، مما يضاعف الفرصة لتعليم هذا القلق إلى الطفل من دون ملاحظتهم لذلك.
- بيئة الأسرة القلقة: يسبب الشجار والخلافات المتكررة توترًا بين الوالدين والأطفال، وتخلق جوًا يسوده الخوف والقلق خاصةً في نفس الطفل.
نصائح في التعامل مع القلق لدى الأطفال
يجب التعامل مع القلق لدى الأطفال بجدية أكبر من قِبل الأهل، فالاستقرار النفسي مَطلب أساسي لبناء شخصية مستقبلية آمنة ومتصالحة مع ذاتها، لتحقيق النجاح والوصول إلى الراحة، وهذه بعض من النصائح العملية كالآتي:
-
التعبير عن القلق
يقوم دور الأهل على تشجيع الطفل على التحدّث عن مشاعره مهما كانت إيجابية أو سلبية واتباع هذا الأسلوب في كلِّ وقت؛ فهذا يساعد على إيجاد العِلل النفسية مثل القلق منذ نشأتها في نفسه، وقبل تطورها إلى اضطرابات تُرهق الطفل والأهل.
-
اختيار الوقت الأنسب للطفل
يجب اختيار الوقت الجيد للحديث مع الطفل فيما يشعر، لذلك ابتعد عن وقت اللعب أو نوبات الغضب واختر الوقت الذي يمكنه التعبير عن قلقه بهدوء تام.
-
ساعد الطفل على إدارة قلقه
تذكر عزيزي الأب/ عزيزتي الأم أن الهدف الأسمى من التربية هو بناء شخصية سليمة وصحية للطفل يقودها على المدى البعيد، لذا يجب مساعدته على إدارة مخاوفه وقلقه وإكسابه المهارات التي تعزّز التعامل الجيد مع القلق في كل وقتٍ مثل مهارة التكيف، فلا تركز على ضرورة إزالة جميع مسببات القلق من أمامه على العكس حاول فهم قلقه وشرحه بطريقة إيجابية وممتعة مناسبة لعمره حتى يتقبله ويتجاوزه فيما بعد.
-
درّب الطفل على ممارسة التأمل
يعتبر التأمل من الممارسات المهمة جدًا للكبار والصغار، لأنها تريح العقل والنفس وتعزّز الشعور بالطمأنينة وتخفف من مشاعر القلق والتوتر، حيث يمكن البدء مع الطفل منذ الصغر بتمارين التنفس البسيطة.
- ضع بدائل للقلق لدى طفلك
يمكن وضع خطة مع طفلك لمواجهة القلق، لأن الهروب من قلقه يزيد الأمر سوءً في المستقبل، فمثلًا إذا كان طفلك يعاني من الخوف عند رؤية الغرباء، يمكن الجلوس برفقته ووضع خطة بديلة في حال شعر بالقلق، إذ يستطيع الاحتماء بصدرك قليلًا حتى يهدأ أو شرب القليل من الماء أو الإمساك بيدك وهكذا.