يعتبر التسامح أحد المهارات الشخصية والاجتماعية المهمة في بناء العلاقات السليمة والصحية مع الآخرين، حيث يعتمد على رؤية الإنسان لنفسه والآخرين من حوله إضافةً إلى التجارب والمواقف التي تحدث على صعيده الشخصي والمهني والتي تساهم في صقل شخصيته وثقته بنفسه. إذن تسأل نفسك “كيف أصبح شخصًا متسامحًا؟” يرشدك هذا المقال إلى بعض الطرق والنقاط الرئيسية التي تساعدك في الوصول إلى التسامح.

كيف أصبح شخصًا متسامحًا بخطوات عملية

يساعدك اكتساب مشاعر التسامح على تحفيز الشعور بالسعادة والسلام مع نفسك وتحقيق الاستقرار النفسي وتجاوز المواقف والأحاديث المزعجة مهما كانت، لذلك توجد بعض النصائح العملية لاكتساب التسامح كما يأتي: 

  • سامح نفسك

تدرّب على مسامحة نفسك والابتعاد عن جلد الذات ولومها باستمرار، وتأكد أنه لا يمكن مسامحة الآخرين ما دمتَ لا تستطيع تطبيق التسامح مع نفسك والتعاطف معها مهما أخطأت وفشلت. 

ومن أفضل الطرق للتدرّب على تعزيز مشاعر التسامح هي ممارسة تقنيات التأمل والاسترخاء لأنها تقوم على أساس تحفيز مشاعر التعاطف والامتنان لنفسك والآخرين من حولك. 

  • تقبّل وجهات النظر المختلفة

تقوم أغلب الصراعات بين الأشخاص على اختلاف الآراء ووجهات النظر وعدم تقبل الآخر؛ فمن أهم الأمور التي تدعو إلى التسامح هو تقبل الرأي الآخر من خلال تشجيع أسلوب الحوار والنقاش الودي بين الأطراف، وهي أحد الطرق الذكية في كسب احترام الأشخاص وتبادل التسامح مهما كانت درجة الاختلاف، والابتعاد عن اتهام الآخرين وشخصنة الأفكار وتذكّر أنك تناقش الفكرة لا الشخص. 

  • تعامل مع الآخرين بمرونة

تعتبر المرونة في التعامل من الأسس المهمة في بناء العلاقات الاجتماعية والعاطفية والتفاعل معها بطريقة ودية، لذا تحدّث واستمع كما تحب للآخرين أن يتفاعلوا معك ولا تستبق النتائج والأحداث؛ فمن الممكن أن تخطئ التصرف في موقفٍ أو حديثٍ ما لذا قدّم لغيرك الأعذار كما تقدم لنفسك، وهذا إن دل فيدل على رقي فكرك وتواضعك واحترامك لذاتك. 

  • حدد أسباب عدم قدرتك على التسامح

للإجابة على تساؤلك “كيف أصبح شخصًا متسامحًا”، لا بد بدايةً من معرفة السبب الجذري وراء عدم قدرتك على مسامحة الآخرين؛ فقد يكون السبب موقف حصل مع شخص معين منذ زمن وانتهى، أو سمعت كلام قد لا يكون له أساس من الصحة لذلك يجب مراجعة أفكارك وتحديد السبب بدقة والعمل على تغيير ردود أفعالك مع الأشخاص والمواقف، وتذكّر أنك عندما تتسامح ترفع من قيمة نفسك ووعيك وفكرك. 

  • لا تسئ الظن

حاول عدم الحكم مباشرة على الأشخاص في حال حدوث موقف مزعج، وبدلًا من اتخاذ القرارات القاسية وإساءة الظن اطلب تفسيرًا واضحًا لما حدث، قد تجد نفسك أسأت الفهم أو أساء الشخص التعبير لك وهذا يحدث بشكل معتاد ولا يستحق إفراز المشاعر السلبية في نفسك تجاه أيًّا كان. 

  • تخيل نفسك شخصًا متسامحًا

يعد التخيل من الطرق الممتعة التي تساعد على اكتساب مهارة معينة؛ ففي التعامل مع التسامح يمكنك تخيل موقف صعب ومزعج يحدث لك ثم تتخيل كيف تصبح شخص متسامح، من خلال التفكير فيه لبضع دقائق وتصوّر نفسك وأنت تتسامح وما هو شعورك بعد هذا التصرف وستلاحظ التغير الإيجابي في ردة فعلك وتفاعلك مع الأمور بشكل تلقائي.