لماذا تتطلب أدمغتنا طريقة سردية لقبول شيء ما؟ ولماذا يتأثر الجمهور بعرض تقديمي أكثر من الآخر؟ وما هي أهم المهارات المكتسبة والاستراتيجيات الممكنة لمعرفة طريقة السرد المناسبة؟ جميعها أسئلة يُجيبها موقع توازن في هذا المقال.
ما هي الطريقة السردية؟
الطريقة السردية هي إحدى أشكال الفن القديم الذي يعكس التجارب البشرية، من خلال استخدام طرق تفاعلية لكلمات وعناصر وأحداث القصة، وأصبحت الطريقة السردية في عصرنا الحالي من أقوى طرق نشر الأفكار على الصعيد العالمي، وهي أنجح طريقة لإيصال المعلومات، لقدرتها الفعالة في اختراق الجدار بين المتلقي والمستمع بفعالية، والسؤال الآن لماذا تتطلب أدمغتنا طريقة سردية لقبول شيء ما؟
لماذا تتطلب أدمغتنا طريقة سردية لقبول شيء ما؟
لماذا تتطلب أدمغتنا طريقة سردية لقبول شيء ما؟ الجواب بيسط حيثُ أنّ الطريقة السردية تعتمد على رواية القصص التي تلامس العاطفة، والمشاعر لا سيما إن كانت قصصًا واقعية، فالمستمع يُحب أن تتجسد القصة بالأبطال، والرحلات، والمفاجآت، ويُفضل أن يدخل في أحداث هذه القصة ويعيش داخلها، لينسُج النهاية لا سيما وإن كانت نهاية سعيدة.
يُفضل الدماغ تسلسل الأحداث وترتيب الأفكار عند الاستماع لها، ليسهل عليه ترجمتها بفعالية وتحليلها والاستفادة منها وذلك تمامًا ما توفره الطريقة السردية، إضافة إلى أنّ الدماغ يحتاج إلى طريقة تُعبر عن كيفية تفكيرنا وفهمنا للمحيط بشكل واقعي، إذ إن الطريقة السردية لها دور كبير بإقناع الآخرين بمعتقداتنا التي بدورها قد تؤثر على طريقة تفكير المستمع وتغيير من وجهة نظره تجاه أمور تطرقت لها القصة، مما يؤثر على قرارته المختلفة على الصعيد العملي.
فنون الطريقة السردية عند التحدث
تترك الطريقة السردية بصمة في الدماغ لا يُمكن محوها مع مرور الزمن، فهي أداة قوية يُمكن الاستفادة منها لجذب الجمهور المستمع وتفاعله، فما هي فنون الطريقة السردية؟
الإثارة
لن تكون القصة جذابة ما لم تُروى بطريقة حيوية يُجسدها المستمع في خياله، فاهدف إلى إنشاء صورة ذهنية حسية للقصة التي ترويها، ليتمكن المستمع من نسج التفاصيل الصغيرة في دماغه كالقدرة على رؤية اللون، وشم الرائحة، والشعور بدرجة الحرارة، وغيرها، إذ أنّ الطريقة السردية تعتمد بشكل قليل على المعلومات الواقعية، ويصب اعتمادها الأكبر نحو المعلومات الحسية، ومن الأمثلة على ذلك استبدال جملة” لم يكن رجلًا لطيفًا” بجملة ” لقد اقتحم المنزل، وركل القطة، وكسر الباب” ودع المستمع يرسم التفاصيل في دماغه.
تحدث من داخل التجربة
عندما تبدأ برواية قصتك، احرص على أن تتحدث وأنت بداخل التجربة، لمساعدة المستمع على الإحساس بالأحداث، وتحفيز عنصر الإصغاء حيال القصة، فحاول إعادة إحياء التجربة، وكأنك تعيشها في اللحظة الراهنة، ولتتحدث عن جميع التفاصيل الجانبية حتى وإن كانت بسيطة، فإنّ مشاركة القصة من عدّة زوايا، تجعل المستمع يُفكر ويشعر ويهتم ويدرك بحواسه القصة، وكأنه بطلها.
اجعل للقصة هدفًا
لتكن قصتك هادفة، لها نهاية مدروسة، فتجنب سرد القصص لمجرد سردها، أو لأنّك تشعرك بالسعادة، أو لأنك تعتقد أنّها قصة رائعة، ففي بداية القصة يجب أن تعي تمامًا ما هو الهدف لتجسده في أدمغة المستمعين في نهايتها، واسأل نفسك على الدوام خلال السرد، ما الذي أريد أن يبقى ملاصقًا في أذهان المستمعين بعد رواية القصة؟