يعتبر الإنسان كتلة من المشاعر المتحركة؛ منها المشاعر التي تحمله وتطير به كالحب والأمل الذي يحمله على العطاء والتسامح، ومنها المشاعر الثقيلة التي يحملها كالخوف من المستقبل والحزن على الماضي، وعلى رأس هذه المشاعر التي تُثقل قلب صاحبها هي الكراهية، لذا سنركّز على زاوية مهمة في هذا المقال وهي ماذا يحدث عندما نكره شخصًا ما؟ 

الأثر النفسي.. ماذا يحدث عندما نكره شخصًا ما؟

إذا تمعنّا جيدًا في أصل كلمة الكره نجد أنها بمعنى الشيء الثقيل الذي يُجبَر ويُكرَه عليه الإنسان، ويسبب هذا الشعور الإحباط والاكتئاب لصاحبها حيث تدفع هذه المشاعر إلى إيذاء الآخرين والشماتة بهم.

لعلك تتساءل إذن ماذا يحدث عندما نكره شخصًا ما؟ 

دعني أخبرك أن الشعور بالكره يولد الأذى للشخص الكاره قبل المكروه، ويمكن القول أن الضرر الأكبر والحقيقي يقع في نفس هذا الشخص الذي يمارس ويختبر هذه المشاعر؛ وذلك لأن خلايا النقد البنّاء تُقفل لديه فلا يرى ممن يكره إلا كل قبيح، والجدير بالذكر أن الشعور بالكره شعور دفين ينمو ويكبر بالوقت، فإذا لم يستطيع الشخص التخلص منه مباشرة بالعفو والتسامح عند المقدرة ومواجهة الطرف الآخر سيصبح شعور عملاق في النفس يسيء أولاً وآخرًا إلى الإنسان نفسه إلى الدرجة التي يحزن فيها إذا سمع خبرًا مفرحًا عن الشخص الذي يكرهه. 

ماذا يحدث لدماغنا عندما نكره شخصًا ما؟

أثبت العلم حقيقةً أن أجزاء من الدماغ تتفاعل مع مشاعر الإنسان؛ فمثلًا إذا شعر بالغضب أو الكره فإن هنالك منطقة تدعى بالقشرة الحركية تتنشّط وتساعد على رفع الاستعداد للهجوم الجسدي والنفسي. 

يوجد أيضًا جزء من الدماغ مسؤول عن اتخاذ القرارات، ففي حالة اختبار الكراهية لشخصٍ ما فإن هذا الجزء بالتحديد يكون مشوشًا وفي صراع دائم، لذا تجد الشخص الكاره قلقًا متوترًا ولا يُحسن التصرف بشكل لائق ويفتقر إلى اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب. 

نصائح عملية للتخلص من الشعور بالكره تجاه شخص ما

بعد التعرف على الأثر النفسي والعقلي لماذا يحدث عندما نكره شخصًا ما، لا بد من التوقف قليلًا ومراجعة النفس لكل المشاعر السلبية التي تؤثر علينا وعلى والآخرين من حولنا، فإذا كان هنالك مشاعر كره لشخص مقربّ من محيط العائلة أو الأصدقاء أنصحك بألا تُطيل الخِصام لأنه يعتبر بيئة خصبة لتحوّل الخلافات إلى الكراهية بينكم، وينمّي الذكريات السيئة والأليمة التي تزيد من هذه المشاعر وتثبّتها في النفس. 

إليك عزيزي بعضًا من النصائح المهمة التي تساعد على التخلص من مشاعر الكره كالآتي: 

  • تقبل هذه المشاعر وحدد السبب الذي يدفعك إلى كره ذلك الشخص، فقد يكون السبب هو كرهك لذاتك وليس لموقف أو كلمة صدرت من الشخص، لذا لا بد من تحليل الشعور تمامًا هل هو خوف أو انعدام الثقة أو الافتقار إلى الشعور بالأمان وغير ذلك. 
  • مارس التأمل بانتظام؛ فالتأمل هو العلاج الفعّال لتقبل الذات كيفما كانت، ومن ثم العمل على تحسين وتطوير الصورة الذهنية والفكرية التي يعتمد عليها الشخص في تعامله مع الآخرين، كما أنه يساعد على تهدئة النفس وتحقيق الاسترخاء والسلام الداخلي والتقليل من ردود الفعل العنيفة وغير المدروسة. 
  • حاول إبراز ميّزات وحسنات الشخص الذي تتوجه إليه مشاعر الكره، حتى لا تغذّي هذه المشاعر بذكريات أو مواقف مزعجة، وتذكر أن صفة الكمال غير موجودة إطلاقًا فلا تحمّل نفسك وقلبك مشاعر مرهقة لا داعي لها.