تترافق مشاعر التوتر مع معظم أحداث حياتنا اليومية، فهي تعتبر استجابة طبيعية عندما تحفزنا على الاستمرار وتحدي المواقف الصعبة، ولكن تكمن المشكلة إذا عرقلت عملية التقدم في العمل والحياة بصورةٍ عامة، وهذا يدفعنا إلى التساؤل الآتي: “متى يشعر الإنسان بالتوتر؟”
الأسباب العملية .. متى يشعر الإنسان بالتوتر؟
هل تساءلت يومًا عن الأسباب التي تجعلك تشعر بالتوتر؟ ومتى يشعر الإنسان بالتوتر عمومًا؟ تتنوع الأسباب التي تعزز مشاعر التوتر والقلق في النفس، وإليك بعضًا من هذه الأسباب:
-
الضغوط المتعلقة في بيئة العمل
تتضمن بيئة العمل الكثير من الضغوطات التي تولد مشاعر من التوتر؛ فمثلًا التواجد ضمن فريق عمل غير داعم أو متسلّط نوعًا ما إضافةً إلى مواجهة التمييز والغيرة، أو العمل لساعات طويلة، أو وجود ظروف خطرة كالعمل في المناجم والمواقع الإنشائية، كما تعتبر الإدارة السيئة منبعًا للشعور بالتوتر والضغط العصبي لأنها تجعل الموظف غير سعيد في عمله وتُفقده الأمان الوظيفي الذي يعرّضه إلى الاستقالة أو فقدان عمله في أي وقت.
-
الضغوط المتعلقة في الحياة الشخصية
تؤثر الأحداث اليومية الشخصية أو الاجتماعية على مزاجية الشخص، فتولّد شعورًا بالتوتر والضغط، مثلًا الإصابة بمرضٍ ما، أو بعض المشاكل العاطفية كالطلاق أو الانفصال عن الحبيب، أو التعرّض لصدمة معينة مثل فقدان عزيز أو مواجهة الاعتداء أو العنف بأي شكل، حيث يترافق مع هذه الضغوطات اضطرابات نفسية مزمنة كالاكتئاب أو القلق النفسي وغير ذلك، وقد يشعر الإنسان بالتوتر عندما يحدث تغييرًا ما في حياته كالانتقال إلى مكان سكن جديد، أو البدء في عمل جديد، أو إنجاب طفل وغيرها، بالإضافة إلى وجود بعض المهام اليومية التي تُحدث عبءً ومسؤولية على صاحبها بحيث تكون كفيلة بتحفيز التوتر والقلق.
-
الضغوط المتعلقة بالموارد المادية
يعتبر وجود مشاكل مالية من أبرز الأسباب التي تعزز مشاعر التوتر والقلق، مثل عدم وجود وظيفة تُعيل الشخص أو عائلته، أو الافتقار إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة مثل المنزل والطعام والشراب، أو وجود ديون متراكمة أكبر من قدرة تحمل الشخص.
الأسباب النفسية للتوتر؟
ترتبط الحالة النفسية ارتباطًا كبيرًا في زيادة مشاعر التوتر بشكل سيء؛ فمثلًا سمات الشخصية القلقة تدعم التوتر وتزيده بشكل مضاعف، وكذلك الإصابة بالاضطرابات النفسية المتعددة، ومن الأسباب النفسية الكامنة للشعور بالتوتر ما يأتي:
- الشعور بالخوف وعدم اليقين: يتولد التوتر من مشاعر مزعجة أخرى كالخوف وعدم السيطرة على مجريات الأمور، فمثلًا ينتابك الشعور بالتوتر بمجرد خوفك من عدم القدرة على إنهاء الدراسة قبل موعد الاختبارات النهائية.
- التوقعات غير المنطقية: البحث عن المثالية المطلقة وتوقعها في كل حَدث ومهمة أمر مُهلك ومدعاة للتوتر والقلق النفسي، فلا تتوقع أن تفعل كل شيء بشكل صحيح ومثالي طوال الوقت، لذا تهيأ نفسيًّا لارتكاب الأخطاء أو التقصير في أي عملٍ كان.
- التفكير الزائد: يعتبر التفكير الزائد من مسببات التوتر وزيادة الضغط، خاصةً عندما يكون في الماضي والمواقف السلبية التي تجلب الهم والحزن.
- تدني احترام الذات: لا شك أن المشاكل النفسية تؤثر بشكل كبير على الحالة المزاجية، مثل تدني احترام الذات واحتقارها، وضعف الثقة بالنفس، بالإضافة إلى وجود خلل في منظومة العائلة والأصدقاء وقلة الدعم النفسي الذي يضاعف هذه المشاعر ويُربك النفس.