يضم التأمل أنواعًا عديدة وأنشطة متنوعة، ولكن التأمل بصورةٍ عامة يمر في مراحل متدرّجة تشترك في جميع أنواعه وأشكاله، ونستعرض في هذا المقال مراحل التأمل الخمسة الأساسية. 

طبيعة مراحل التأمل

تلخص المراحل الأساسية للتأمل كيفية النهوض بالعقل والجسم في وحدة واحدة للوصول إلى الهدف العام من التأمل وذلك بتحقيق الرضا والامتنان والسلام الداخلي للشخص المتأمل، لذلك توجد خمس مراحل أساسية للتأمل كما يأتي: 

  • مرحلة التوازن بين الجسد والعقل

المرحلة الأولى في ممارسة التأمل هي تحقيق التوازن العام بين الجسد والعقل؛ فالجسد والعقل يعملان جنبًا إلى جنب برابطة تشاركية تكاملية فلا يجب التعامل معهما كلًّا على حدة وبشكل منفرد، لذلك عندما تهيّئ نفسك إلى ممارسة التأمل لا بد من موازنة عقلك وجسدك معًا من خلال إدراك العواطف والأفكار التي تنشأ في العقل ومن ثم ترجمتها إلى مواقف وأفعال داخل الجسد، ولهذا التوازن آثار مهمة كما يأتي: 

  1. زيادة القدرة على الإبداع والابتكار في مختلف مناحي الحياة. 
  2. الوصول إلى مستوى عالي من السلام الداخلي والتناغم والسكون. 
  3. زيادة مستوى التركيز والانتباه والوعي الذاتي. 
  • مرحلة التجرّد من الأفكار

المرحلة الثانية من مراحل التأمل هي التجرّد من الأفكار التي تدور في العقل وهي مرحلة أكثر عمقًا ودقةً من سابقتها، لأنك من خلالها تشعر بمستوى الطاقة العالي الذي يملكه جسدك وعقلك وبالتالي تنشيط قدراتك وطاقتك الخفية الذي يسمح لك بتجاوز الأفكار أيًا كانت. 

تحقيق التوازن بين العقل والجسد يتبعه تنشيط هذه القوى الخفية؛ من أجل تعزيز مشاعر التعاطف والتسامح مع الذات ومع الآخرين، وكذلك تطوير الحدس بشكل كبير. 

  • مرحلة التعرّف على الذات 

ركّزت المرحلتان السابقتان على تطوير كفاءة العقل الجسدي وتحسينه، ومع دخول المرحلة الثالثة من مراحل التأمل تصبح أكثر عمقًا وفهمًا وإدراكًا لوعيك الذاتي وهنا تكمن الراحة والسكون اللامتناهي وهي الغاية الأسمى من ممارسة التأمل. 

يقوم أساس هذه المرحلة على التخيل غير المحدود للمكان الذي تعيش فيه والانتقال إلى مكان أكثر راحة وأمانًا تفضله وتحبه لتجديد طاقتك الجسدية والعقلية، وبناءً على ذلك يجب تجاوز جميع الأفكار والمواقف التي حصلت في الماضي وتعيشها الآن في الحاضر والمستقبل. 

  • تطوير مهارات الاتصال بالعالم

تعتمد المرحلة الرابعة على التطور الكبير في الوعي بالذات، حيث يمكنك إدراك تركيبتك النفسية والعقلية بصورة أعمق وأوضح وتتفاعل مع العالم الداخلي والتأثير في الآخرين من حولك بشكل أكبر، عند ممارسة التأمل بمراحله الأربع يمكنك حقًا التخلي عن الأفكار التي تزعجك والعادات القديمة التي أدمنت عليها وبالتالي القدرة على التغيير من طريقة تفكيرك وسلوكياتك. 

  • مرحلة استقرار العقل

تلخص المرحلة الأخيرة من مراحل التأمل نتاج عملية التأمل كوحدة متكاملة، ففيها يستقر عقلك وتبتعد عن المشتّتات مع الشعور العارم بالسعادة والراحة التامة والاسترخاء. 

مراحل التأمل المتقدمة

توجد 7 مراحل ومستويات متقدمة في ممارسة التأمل، ولكنها تحتاج إلى التزام وتدرّج في فهم طبيعة التأمل وإتقانه بالشكل الصحيح، حيث تهتم هذه المراحل بالوعي والتقدم في فهمه والسيطرة عليه وإبقائه في حالة من اليقظة للوصول إلى درجة من الفرح ورؤية وتقدير النعم في كل شيء في الحياة.